طبع المغاربة شهر الصيام بطابعهم الخاص وحولوه من شهر للتعبد والتقشف إلى شهر للمأدبات والولائم.
الصوم ليس حكرا على المسلمين إذ نجده عند اليهود والمسيحيين، وإن بأشكال مختلفة، كما نجده عند الشعوب والحضارات القديمة قبل أن يتبناه أهل الكتاب. غير أن المغاربة صاغوه على طريقتهم.
مسألة طهارة
تقول الباحثة الهولندية مارجو بيوتلار، في كتابها حول الصيام لدى نساء المغرب، إن إحدى صديقاتها بمدينة بركان رفضت أن تقبلها على الخدين أول أيام رمضان، بينما جرت العادة بينهما أن تتبادلا السلام بتبادل القبل بشكل عادي كما يفعل عامة الناس. ولما سألت الباحثة الهولندية صديقتها عن السبب، قالت لها عائشة: «أنت نصرانية وبالتالي غير طاهرة»، أي أن “النصرانية” أصبحت خلال الشهر المبارك غير طاهرة بالنسبة لعائشة، وبالتالي يمكن أن تفسد عليها صيامها إن هي لامستها جسديا. وبالفعل، فإن كل شيء يدل على أن الصيام ارتبط بالطهارة منذ أقدم العصور، سواء بالنسبة للمسلمين أولمن سبقهم من الأمم. فحسب علماء الأنثروبولوجيا، يعتبر الصيام الذي عرفته مختلف الحضارات والمجتمعات الإنسانية وسيلة لتطهير الذات خاصة عبر الامتناع عن الطعام. فالغذاء الذي يملأ المعدة اعتُبر ملوثا، بما أن هذا الغذاء يتعفن بسرعة بمجرد تجاوزه للفم ووصوله إلى جوف الإنسان.
محمد المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»