متى بدأ التواصل بين المغرب والدولة السعودية لأول مرة؟ وكيف كانت العلاقات الشعبية والرسمية بين البلدين مباشرة بعد تأسيس الدولة السعودية في مرحلتها الثالثة؟ هل استقبل المغاربة الدعوة الوهابية بشكل إيجابي؟ هذه الأسئلة يجيب عنها الأكاديمي المغربي عبد الحكيم أبو اللوز، الأستاذ الباحث بجامعة بن زهر بأگادير.
كيف يمكن توصيف الحالة الاجتماعية والسياسية في شبه الجزيرة العربية قبيل تأسيس الدولة السعودية؟ والمخاض الذي اجتازته عملية تأسيس هذه الدولة؟
كانت الجزيرة العربية، قبل الدولة السعودية، الأولى تابعة شرفيا للعثمانيين. عموما، مرت الدولة السعودية كما نعرفها اليوم بثلاث مراحل رئيسية، أو دعنا نقول إنه جرت ثلاث محاولات لتأسيس دولة. فالدولة السعودية الأولى قامت على تحالف بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب الذي ظهر حينها كمصلح ديني في نجد. لكن هذه الدولة اختفت بعد أن تدخل العثمانيون عن طريق محمد علي وهزموها واستعادوا نفوذهم في المنطقة. ثم جاءت المحاولة الثانية لتأسيس الدولة على نفس الأسس، ومرة أخرى قاد محمد علي حملة جديدة، واحتل الرياض، لتدخل بعدها الدولة الثانية في مرحلة صراعات داخلية، حيث حدث صراع بين آل الرشيد وآل سعود، وتمكن آل الرشيد من إنهاء الدولة السعودية الثانية. ثم أتت المحاولة الثالثة وهي الناجحة في العشرينات من القرن العشرين بقيادة الملك عبد العزيز الذي تمكن من هزم آل الرشيد. إذن قام تأسيس الدولة السعودية الأولى على تحالف بين محمد بن سعود (جناح عسكري) ومحمد بن عبد الوهاب (جناح ديني)، أي أن محمد بن عبد الوهاب اعترف بالسلطة السياسية لآل سعود كحكام، فيما اعترف له آل سعود بسيادته الدينية، وشجعوا تأويله الجديد للمذهب الحنبلي.
ما هي عوامل نجاح المحاولة الثالثة؟
يمكن القول إن التوازنات الإقليمية والتدخلات الخارجية أفشلتا المحاولتين الأولى والثانية، فيما نجحت المحاولة الثالثة بسبب عدم وجود منافسين في الجوار بعد أن تم استعمار هذه الدول، فأفلتت السعودية بالتالي من الوصاية سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو العثمانية، فاستقر لها الأمر وتعزز حكمها إلى غاية اكتشاف البترول الذي كرس شرعية السعودية تدريجيا على المستوى الدولي.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 62 من مجلتكم «زمان»