جمع بين الأصالة والمعاصرة، قامة علمية مغربية يجمع على تفردها المؤرخون، فهو أمين عام رابطة العلماء المغاربة الذي لم يدرس في القرويين، عضو المجامع العلمية جميعها من المغرب إلى المشرق، وهو كذلك الوطني والصحافي والأديب والمؤرخ الذي خلف المئات من الكتب المرجعية. قراءة في مسار الشخصية الفذة والنادرة العالم المصلح عبد الله كنون.
لا يمكن الحديث عن فاس دون التطرق إلى عائلة “كنون”، فقد اشتهرت معظم بيوتات الكنونيين بالعلم، بل أصبحت عدد من العوائل الكنونية قبلة لطالبي العلم من كل صوب وحد. ويبقى العلامة الشهير عبد لله كنون أحد أبرز الكنونيين على الإطلاق، هو الذي جمع بين العلم والفقه والأدب والفكر والسياسة، وسيصبح لاحقا رجل دولة.
التميز منذ نعومة الأظافر
رأى عبد لله كنون النور سنة 1908 في مدينة فاس. وفي سياق مناخ الاستبداد وكتم الأنفاس ومحاربة العلم الذي خلقه الاستعمار، اضطرت عائلة كنون إلى تقرير الهجرة إلى الشام، حيث انطلقت الأسرة سنة 1914 إلى مدينة طنجة وحملت معها الطفل عبد لله وعمره لا يتجاوز ست سنوات. وبسبب ظروف الحرب العالمية الأولى، ظلت في طنجة، قبل أن تقرر الاستقرار فيها وتعدل عن فكرة الهجرة.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 74 من مجلتكم «زمان»، دجنبر 2019