كان الصحافي المغربي عبد المنعم العمراني ضمن المشاركين في ”تحالف أسطول الحرية “الذي سير رحلة بحرية تضامنا مع فلسطين، ونضالا من فك الحصار عن غزة. شاركت في التحالف ثلاث سفن هي ”العودة “و”الحرية” و”فلسطين”، وكان العمراني من الموجودين على متن “العودة”. في هذا الحوار، يعود مدير مكتب فضائية ”الجزيرة” بالرباط، بعين الصحافي، إلى تلك الأحداث، وإلى الساعات الأولى التي سبقت انطلاق الأسطول من ميناء باليرمو الإيطالي، قبل أن تبدأ وصول تهديدات بحرية الجيش الإسرائيلي إلى طاقم الباخرة، ثم اقتياد جميع المشاركين إلى معتقل في مدينة أشدود… هنا تذكرة استعادية لأجواء تلك الرحلة.
كيف علمت برحلة “تحالف أسطول الحرية” في إطار محاولتها للمساعدة على فك الحصار عن غزة؟
في أواخر شهر يونيو من عام 2018 تلقيت اتصالا من مسؤول في قناة “الجزيرة“، اقترح علي فكرة تغطية رحلة بحرية جديدة في اتجاه غزة ينظمها “تحالف أسطول الحرية“ .وكان التحالف المذكور قد بدأ استعداداته لرحلة صيف 2018 من أجل كسر الحصار على غزة أواخر سنة ،2017 في النرويج والسويد .والتحالف يجمع عددا من جمعيات المجتمع المدني المتفرقة والمنتمية لدول كثيرة من العالم. يقومون بمثل هذه الرحلات، مرة كل سنة أو سنتين، من أجل الاستمرار في إثارة انتباه العالم وحكومات الدول الغربية إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، في تعارض صارخ مع مقتضيات القانون الدولي.
هل قررت المشاركة طوعا أم بتكليف من المؤسسة التي تشتغل بها؟
في مثل هذه التغطيات التي قد تكون محفوفة بمخاطر ما، التكليف يكون تطوعيا، بمعنى أن المسؤولين يقترحون على المراسل إن كان مستعدا للقيام بمهمة التغطية الإعلامية.
كيف كان موقف أو رد فعل العائلة على اعتبار أن الرحلة كانت تنطوي على مخاطر؟
بعد أسبوع من التفكير في الأمر، وبعد الحديث إلى زملاء لي كانوا قد شاركوا في رحلات مماثلة، اتخذت قراري بالموافقة. أخبرت القناة، ثم وضعت عائلتي أمام الأمر الواقع. حاولت أن أشرح لهم أن الأمر جزء من عملي، وبأن حجم المخاطرة محسوب إلى حد ما. ومع ذلك، ظل شعور بالتردد يعتمل في صدري لأيام عدة. خفت حدته عندما وصلت إلى مدينة باليرمو في جزيرة صقلية الإيطالية، والتقيت بنشطاء أسطول الحرية وطاقم باخرة “العودة“.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 121 من مجلتكم «زمان»