يحفل تاريخ الموسيقار عبد الوهاب الدكالي بمسار غني واستثنائي .فعلى مدى أزيد من 60عاما، راكم الدكالي تجربة جعلت منه أيقونة مغربية متفردة في الوطن العربي .في هذا الحوار مع مجلة “زمان”، يحدثنا الموسيقار عن بدايته الأولى بين أحضان المدينة العلمية فاس، قبل أن ينتقل إلى مصر ويحط الرحال بين عمالقة الفن والأدب. هناك، حيث تكونت صداقته مع محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وكبار الشعراء والملحنين .كما يتحدث الدكالي، في الحوار، عن علاقته بالسياسة، أو بالأحرى علاقة الفنان المبدع برجال السلطة وعن أغانيه التي منعتها ”جهات عليا “لعدة سنوات.
قبل بداية اللقاء، طلب الموسيقار عبد الوهاب الدكالي أن يعبّر ببعض الكلمات في حق المجلة، فقال: «أود في البدء أن أشكر المجلة على الاستضافة، وأنوه بما تقوم به من اعتناء بتاريخ المغرب، الذي يهم أجيالا عاشت بعض الأحداث الفنية أو الأدبية أو السياسية، وأجيالا أخرى شابة لم تسعفها الوسيلة إلا أن تقرأ المجلة فتطلع على ما فاتها. وأوجه التحية والشكر لكل الأقلام العلمية التي تكتب في المجلة، وتسهم في إغناء هذا المنتوج القيم».
من المؤكد أن القارئ لهذا الحوار يعرف قدرك وقيمتك الفنية، لذا في البداية نريد أن نطلع على جوانب تخص بدايتك الأولى: حول الأسرة والحياة والمجتمع الذي ترعرعت وسطه..
أشير في البداية إلى أنني بصدد كتابة مذكرات عن حياتي في ثلاثة أجزاء، وقد أنهيت الجزأين الأولين وهما تحت الطبع .وسأكشف في حوارنا هذا جزءا من تلك المذكرات. وأقول ردا على سؤالكم إنني ولدت في مدينة فاس وتربيت بها وقرأت بالمسيد وبالمدارس الحرة آنذاك. وكنت شغوفا بالثقافتين العربية والفرنسية، وشغوفا كذلك بالفن والرسم. ثم شاءت الأقدار، في سنة 1957 أن تكون بدايتي في عالم الفن والغناء عبر الإذاعة الوطنية المغربية.
عشت ما عاشه جيلي ممن عايش فترة الاستعمار، وعايش دور الحركة الوطنية، كنا صغارا لا ندري ما الذي يجري في البلاد، إذ كنا نشهد أمام أعيننا وجود سينغاليين ضمن الجيش الفرنسي، ولا ندري ما يحدث .وقد كان أخي عبد الرحيم –رحمه الله– الذي يكبرني سنا وطنيا نشيطا ضمن صفوف الحركة الوطنية، ويكتب المناشير ويوزعها.. وأذكر أني شاركت في أحد نشاطاته دون أن أدري، فقد رافقته في عملية استيلاء على مخزن أسلحة للفرنسيين دون أن أعلم بمخططه. كان شابا يافعا لم يبلغ سن الرشد بعد، ويحب الأعمال المسرحية والغناء والموسيقى.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»