كيف بشرت الأديان السماوية بظهور المهدي؟ وكيف تناول العقل الإسلامي هذه الفكرة سواء عند السنة أو الشيعة؟ وكيف وظفت حركات الإسلام السياسي بالمغرب هذا الاعتقاد لشحذ أتباعها والدعاية لأيديولوجياتها؟
لا يقتصر الاعتقاد بفكرة المهدوية على الشيعة من المسلمين كما هو متبادر إلى ذهن الكثيرين، بل هي فكرة قديمة تبنتها مختلف الأديان السماوية والفلسفات البشرية، ووظفتها عدد من الجماعات والحركات السياسية والإيديولوجية، في إطار التبشير بظهور المخلص الذي ينقذ البشرية من الظلم والحروب والقتل والفساد، ويحقق لها العدل والأمن والإيمان، مع اختلاف بين في تصور الفكرة وبلورتها.
يرجح كثير من الباحثين أن فكرة (المهدي) ذات أصل يهودي، وأن اليهود هم أول من اعتقد بقدوم مهدي مخلص في المستقبل، ينقذهم من الظلم والظلمات، وينشئ لهم دولتهم الكبرى، ويعيد بناء هيكل سليمان، ويجعلهم ملوكا على الدنيا، فتخدمهم الشعوب، وتخضع لهم الممالك، كما يعتقدون أن المخلص حين خروجه سيلم شمل اليهود من كل أنحاء العالم، وسيكون منهم جيشا عظيما، ويكون اجتماعهم في القدس، وأنه سيقتل ثلثي أهل الأرض في معركة مشهورة (هرمجدون)، ثم يجمع كل أمم الأرض الأخرى الذين ظلموا اليهود ويحاكمهم ويقتص منهم، فقد جاء في التوراة عن مهمة المهدي أنه «يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب في فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه.. فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي»، كما جاء في التوراة على لسانه «روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق، لأنادي بسنة مقبولة للرب، وبيوم انتقام لإلهنا، لأعزي كل الناجين».
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 125 من مجلتكم «زمان»