سجل الحضور المسيحي بالمغرب زمن الحماية جوانب سوداء من تاريخه، تمثل في دعم الأطماع الأجنبية وفي التواطؤ مع السياسة الاستعمارية بالمغرب .وبالرغم من الجوانب الاجتماعية التي اعتبرتها بعض الكتابات أنها ”إيجابية”، إلا أن تجاوز المسيحيين بلغ محاولات تمسيح الأمازيغ واستغلال الأطفال وذوي الحاجة في المجتمع.
عاش المغاربة وتعايشوا منذ عهد قديم مع المسيحية مثلها مثل جميع الديانات والطوائف المختلفة. ولم يشكل توافدهم مع مرور الزمن حرجا للسلاطين ولا للرعية. لكن القرنين 19 و20 شكلا مرحلة جديدة للعلاقة مع المسيحيين، بحيث باركت حركتهم الأطماع الاستعمارية الأوروبية لشمال إفريقيا منذ انطلاقتها .وتعزز التواطؤ بشكل رسمي مع توقيع معاهدة الحماية الفرنسية في المغرب، الأمر الذي خلق حرجا لإمكانية التعايش الممكن بين مختلف الديانات وفئات المجتمع. من خلال هذه السطور، سنتعرف على حضور المسيحيين خلال فترة استعمار المغرب، حيث تكاثرت أعدادهم بشكل كبير وتضاعفت كنائسهم. إذا رجعنا إلى سياسة الإدارة الفرنسية عند احتلالها للجزائر منذ سنة ،1830 نجد أن من غاياتها كان تحويل المنطقة المغاربية «إلى مجال مسيحي تابع للكنيسة». ويؤكد هذا الرأي ما قاله الجنرال دوبرمون قائد الحملة العسكرية على الجزائر حين خاطب رجال الدين المسيحيين المرافقين للحملة بقوله: «لقد جئتم لتعيدوا معنا فتح الباب لتدخل المسيحية إفريقيا، وإننا نأمل أن تعم ديانتنا هذه الربوع تقريبا».
بالرغم من بنود الاتفاقية الموقعة مع الداي الجزائري، فقد أصرت فرنسا على التدخل في الشأن الديني للجزائريين، فقامت بتحويل بعض المراكز الإسلامية إلى كنائس ومستودعات أسلحة ومساكن للجنود، بل إن «الحكومة الفرنسية احتكرت المساجد، وأصبحت هي التي تسمي الأئمة وتعين المفتين وتسخرهم في مآربها وتراقب نشاطاتهم»، كما يورد كتاب الباحث سعيد لحسايني.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 119/118 من مجلتكم «زمان»