بموت فاضل العراقي، أحد المستثمرين في الصحافة بالمغرب، والمساهم الرئيسي في صحيفة “لوجورنال”، تدفن معه أسرار الاستثمار في الصحافة المستقلة التي أزعجت بعض رجالات السلطة. الرجل كان ذو مواقف جريئة ليس في وجه البصري أو الداخلية، بل أمام “إغراءات” بعض المقربين من الملك الحسن الثاني رحمه الله نفسه.
يحكي بوبكر الجامعي في حوار سابق (ومطول) مع مجلة “زمان” (اقرأ الرابط التالي)، عن صراع الصحيفة مع السلطة، وبالتحديد عن علاقة المخزن بفاضل العراقي، من أجل تدبير “الخطوط الحمراء” للصحيفة.
من جملة ما تحدث عنه الجامعي بخصوص العراقي، أنه في الوقت الذي تعرضت فيه الصحيفة لضغوط المعلنين واضطروا للطبع خارج المغرب، تقدم إليهم عرض “مغرٍ” من طرف بعض رجالات القصر. يقول الجامعي: “اتصلوا بفاضل العراقي، و كانو يحملون الرسالة التالية: “سيدنا كيقوليكوم باراكا من هاد البسالة ديال الطبيع برا، ويضع رهن إشارتكم 50 مليون درهم”. ويضيف الجامعي: “أذكر أن أحد المقربين من فاضل العراقي، وهو شخص خبر المخزن جيدا قال له: “لقد وقعتم شهادة وفاتكم بهذا الرفض، المخزن لا يقال له لا”.
الجامعي أشار في ذات الحوار، أن مؤسسي “لوجورنال” كانوا قادمين من عالم المقاولة. “والمقاولة تعني المخاطرة. إذن في الأصل هي مغامرة اقتصادية ومقاولاتية”.
يذكر أن فاضل العراقي، توفي أمس الأربعاء، عن عمر ناهز 61 عاما، إثر تعرضه لأزمة صحية حرجة أودت بحياته بعد ساعات قليلة. وإلى جانب اشتغاله بمجال الصحافة والنشر، كان الراحل جامعا للوحات الفنية ومساهما في العديد من الأنشطة الثقافية.