عرف عن السعديين بشكل عام ميلهم للخلافة، وحضر هذا الهاجس بشكل أقوى عند أحمد المنصور، كان من إفرازاته حملة السودان، التي خرج منها المنصور منتشيا، فاستفاضت أحاسيس العظمة بداخله، حتى عزم على استعادة الفردوس المفقود، أي الأندلس. فهل كان المنصور جادا في أمره وهزم إسبانيا وملكها فليب الثاني؟
تشير الكتابات التاريخية إلى أن قضية استرجاع الأندلس من بين القضايا الأساسية التي شغلت أحمد المنصور منذ وصوله إلى سدة الحكم عام ،1578 خصوصا أن إسبانيا بدأت بالفعل بالتوغل في الممالك الإسلامية داخل القارة، حيث وصلت إلى جزيرة (Arguin). ونظرا لأهمية هذا الموضوع في سياسة المنصور الدولية، فقد حاول التقرب من جميع الدول التي تكن عداء للإسبان بغية التحالف معها لغزو “العدو الكافر“ في عقر داره، وقد لعب بجميع أوراقه لتحقيق ذلك.
الشرارات الأولى
ظلت الأندلس تحتل مكانة خاصة في المخيال السياسي والثقافي عند المغاربة، مما هيج آمال مولاي أحمد في استعادة “الأرض الحبيبة“، إذ طرحت هاته المسألة في أكثر من مرة، وكانت «إحدى الرافعات للدعاية المخزنية لتبرير ادعاءات السلطان الشريف للخلافة»، يذكر الباحث نبيل ملين. ومما أجج هاته الرغبة أيضا، هو استقرار عشرات الآلاف من الأندلسيين في المغرب، الذين توزعت مهامهم بين الجيش والمخزن والعلوم الشرعية، واعتبر المنصور أنه مؤهل أكثر من غيره لتقديم المساعدة لهم. في السياق ذاته، أشار أحمد الحجري في مؤلفه “ناصر الدين على القوم الكافرين“، إلى أن هاته المجموعة القوية كانت تدفع السلطان إلى تطبيق هذا المشروع، كما أن المنصور بنفسه كان يستغل هذا الموضوع في الحصول على الدعم والولاء من الأندلسيين.
تتمة المقال تجدونها في العدد 98 من مجلتكم «زمان»