أثار حكم قاض عادل ضد أحد الأعيان الأندلسيين، الذي ضبط في حالة سكر وعربدة، حفيظة وزير السلطان أبي الربيع سليمان المريني .حاول الوزير تأليب علية القوم ضد السلطان الذي ساند القاضي العادل .لم تستقم الأمور وتخمد الفتنة التي كادت تسقط عرش السلطان إلا بفرار مدبريها إلى الأندلس.
أجمع أهل الحل والعقد من بني مرين على شخص أبي الربيع سليمان مباشرة بعد وفاة أخيه أبي ثابت عامر في طنجة، بايعوه ونصبوه سلطانا للمغرب، فبث العطايا فيهم وفي الناس، وأجزل، وارتحل يرنو إلى الحاضرة فاس. كان بنو الأحمر في غرناطة يتحينون الفرص لإشعال نار الفتنة في العدوة، علها تبعد عنهم أنظار بني مرين وتشغلهم عن تحقيق رغبتهم في استرجاع سبتة التي تملكوها منذ أربع سنين. وقد وجدوا في بعض «أعياص الملك المريني» وقرابة السلطان الجديد من ينتفض ضده طمعا في ملك وسؤدد، فأمدوه بالمال والرجال، وأوعزوا إليه أن يباغته في طريقه إلى فاس، فيقتله ويستأثر بملكه. أعد عثمان بن أبي العلاء جيشا لهذا الغرض، وحث السير فجرا يتعقب خطى موكب السلطان، ولم يكد اليوم ينتصف حتى ناجزه الحرب. كانت الدائرة عليه وعلى قومه ومن ناصره من بني الأحمر، وفر عثمان نحو أوليائه في غرناطة، وأثخن السلطان في أهله بالقتل والسبي. حينها، أدرك بنو نصر أن مسالمة أبي الربيع لا مفر منها، فأرسلوا رسلهم يستدرون وده وسلمه، فقبل السلطان منهم ذلك ولو إلى حين.
حميد تيتاو
تتمة المقال تجدونها في العدد 5 من مجلتكم «زمان»