شكلت الحاجب، التي بنيت في عصر الموحدين، سدا طبيعيا للتحكم في المجال كما فعل العلويون. ومع فرض الحماية، اتخذها الفرنسيون نقطة انطلاق للغزو والتهدئة.
تقع الحاجب بين هضبة سايس والهضاب الكلسية للأطلس المتوسط. تنتمي هذه الهضبة إلى مجموعة الهضاب العليا المتدرجة من حيث الارتفاع للأطلس المتوسط الغربي (1000 إلى 2000 مترا)، وهي عبارة عن تشكلات تضاريسية تنتشر على بعضها غابات الفلين الأخضر، بينما بعضها الآخر أجرد عار استغل كمراع صيفية، حسب ما تمليه الأعراف ضمن حركة الانتجاع التي كانت تعتمد عليها بعض القبائل في نمط عيشها، كأيت يوسي وبني مطير وبني مكيلد، وقد شكل هذا المجال مراعي غنية مكنت هذه القبائل من ممارسة نشاطها الأساس المتمثل في الرعي والزراعة، مما جعلها أكبر سوق للحبوب والمنتجات الغابوية والحيوانية بالمنطقة.
حجب تحركات قبائل الأطلس
عُرفت الحاجب، في بداية الأمر، بـاسم “جامع الحمام”. ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن 6هـ/12م، خلال العصر الموحدي، وليس مستبعدا بحكم طبيعة الموقع كنقطة في محور طرقي يربط شمال البلاد بجنوبها أن يكون أسهم بدور مهم في ضبط هذا المجال منذ هذه الفترة المبكرة. تعرضت الحاجب للتخريب مع مستهل القرن 9هـ/15م، حيث لم يعد قائما منها إلا بعض الأسوار.
عبد المالك ناصري
تتمة الملف تجدونها في العدد 65 من مجلتكم «زمان»