ما هي قصة الدروس الرمضانية في تاريخ المغرب؟ وما هي مظاهر تجديدها زمن الحسن الثاني؟ وكيف يتم اختيار موضوع الدرس؟ وما هي أبرز الطرائف التي عرفتها هذه المجالس؟ وهل كانت مقتصرة على الرجال وعلى المنتسبين للمذهب السني؟ وهل سبق للملك أن تولى إلقاء الدرس بنفسه بحضرة كل تلك النخب؟ ”زمان “تقدم، هنا، بعض الإجابات.
لم تكن الدروس الرمضانية، التي كانت تلقى بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني، مجرد لقاءات دينية ودروس شرعية تعرفها رحاب القصر الملكي، بل كانت واحدة من الأدوات التي اعتمدها النظام لمنح الملكية بالمغرب بعدا دينيا على صعيد العالم الإسلامي، خاصة في سياق تصاعد قوة اليسار المعارض، وظهور القوميات العربية المناوئة للأنظمة العربية، وصراعاتها مع حركات الإسلام السياسي خاصة جماعة “الإخوان المسلمين“. يظهر ذلك، أيضا، في حرص الملك الحسن الثاني على دعوة مختلف التوجهات الإسلامية، واستقطاب النخب الدينية المعروفة داخل المغرب وخارجه، وتوظيف حضورها للاعتراف غير المباشر بمؤسسة إمارة المؤمنين، ومنحها الإشعاع الديني، وتسويقها في باقي الدول، مما يمنحها مزيدا من الشرعية والامتداد الروحي بالمنطقة.
دروس رمضان عبر التاريخ
لعل أقدم ما بين أيدينا من تاريخ الدروس الرمضانية التي كانت تلقى بين يدي السلطان، هي ما أورده المؤرخون عن حكام دولة الموحدين، وما ساروا عليه من عادة إحياء ليالي رمضان، بإقامة صلاة التراويح، وقراءة القرآن، وتنظيم المجالس العلمية والدروس الدينية، والتبرك بمصحف الخليفة عثمان خلال هذه الدروس. ولما كان سلاطين الدولة الوطاسية في بحث دائم عن اكتساب الشرعية الدينية، فقد داوموا على عقد هذه المجالس الرمضانية. وكان الفقيه المشهور ابن غازي العثماني المكناسي من أشهر من كان يلقي هذه الدروس، وكان يسرد “صحيح البخاري“ طيلة شهر رمضان، حسب ما أورده عبد الحي الكتاني في “فهرس الفهارس“.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 91 من مجلتكم «زمان»