عكس وجود المغاربة، بمصانع شركة السيارات الفرنسية “رونو ،”أحد جوانب التاريخ المشترك بين فرنسا والمغرب، بل والدول المغاربية كذلك. فما قصة مغاربة ”رونو”؟ وما هي الظروف والسياقات التي جعلتهم إحدى ركائز الشركة والمؤثرين في تطورها؟
ظل مجال صناعة السيارات من بين المجالات التي استقطبت عددا كبيرا من العمالة المغربية خلال القرن العشرين. في مقدمته شركة “رونو“ التي أنشأت في سنة 1898 على يد لوي رونو كانت الشركة، في عهد مؤسسها وحتى بعد تأميمها من طرف الدولة، تحقق أرباحا طائلة، وتتوسع تقريبا كل عقد من الزمن. واعتمدت سياستها الإنتاجية على جلب العمال والمهاجرين من خارج فرنسا، من أجل مواكبة وتيرة التصنيع والتربع على عرش إنتاج السيارات في العالم. تكمن أهمية دراسة “رونو“ وطبيعة العمل داخل مصانعها، رغم قلة الدراسات والمراجع عنها، في كون تاريخ الشركة الطويل يعكس، بصورة ما، تاريخ فرنسا السياسي والاجتماعي وما يتعلق كذلك بمستعمراتها بشمال إفريقيا؛ من حيث أصول المهاجرين وأوضاعهم، ومن حيث نشاط العمال واحتجاجاتهم. نتيجة لما خلفته الحرب العالمية الأولى، وجدت فرنسا نفسها في حاجة إلى يد عاملة مضاعفة، الشيء الذي دفع وزارة الشغل لاتباع سياسة جديدة تلبي حاجياتها. ولسد خصاصها، التجأت إلى جلب العمال من مستعمراتها بدول شمال إفريقيا بما فيها المغرب. وخصصت للراغبين في الالتحاق بالعمل مصالح إدارية بمحمياتها من أجل تقديم طلبات العمل، وأغرتهم بعقود عمل وتعويضات مالية لا بأس بها .ولم تمض إلا بضع سنوات من عمر الحماية، حتى بلغ العمال المغاربة ما يقرب الألف في مختلف القطاعات الحيوية، منها الفلاحة والمناجم والصناعة..
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 111 من مجلتكم «زمان»