في المغرب التقليدي، كان السلطان بحاجة إلى الرجال والموارد لفرض سلطته على البلاد والعباد. ولكن ليس هذا فقط، إذ كان عليه أيضا أن يقنع الناس بمزايا وجوده على رأس الدولة.
لقد فاق السلطان السعدي أحمد المنصور كل من سبقه في فن الحكم. ومنذ ذلك الحين، لم يعمل السلاطين الذين جاؤوا بعده إلا على تقليده. باعتلائه العرش عام ،1578 ورث الشريف دولة وانتصارات أكسبته اسما مرموقا. كانت قواته لا تقهر حتى أمام الجيوش الأوربية بعد الهزيمة المهينة للبرتغال في القصر الكبير .وأصبحت خزائنه مليئة بغنائم الحرب، وبعدد كبير من الأسرى البرتغاليين. نصر عظيم كان لا بد من نقشه على الحجر والرخام، ليبقى شاهدا على عصر عظيم وسلطان ذهبي. أراد السلطان المنصور السعدي أن يكون قصر البديع شاهدا على عظمة عهده. لكنه أراد، أيضا، أن يكون خلال حياته بمثابة منصة للاستفادة من ألقاب النبالة والشرعية التي حصل عليها. كما أراد أن يؤكد لرعاياه وللعالم كله أنه الأشرف بعلاقة النسب المباشرة مع النبي، وأنه المدافع الأكثر شجاعة عن الإسلام (المجاهد). وعلاوة على ذلك، فهو الأفضل بين ملوك المسلمين في تولي المنصب الأعلى، أي الإمام أو الخليفة. تظهر هذه الرغبات، في الواقع، في الألقاب التي كانت تزين اسمه في كل مرة يُشار فيها إلى السلطان: الشريف، أمير المؤمنين، المجاهد، الإمام، والخليفة …وهناك العديد من ألقاب النبالة التي كان لا بد من تسليط الضوء عليها باستمرار من خلال بروتوكول احتفالي راسخ، من أجل الإقناع، ولكن قبل كل شيء لإثارة الإعجاب والإبهار.
محمد المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 134 من مجلتكم «زمان»