ما هي أهم المذاهب الفقهية التي عرفها المغرب قبل المذهب المالكي؟ وكيف كانت بدايات دخول المذهب المالكي للمنطقة؟ وكيف استطاع المذهب توطيد أقدامه بين المغاربة حتى تحول إلى اختيار رسمي وشعبي مع دولة المرابطين؟
مع دمع دخول الإسلام للمغرب خلال القرن السابع الميلادي، عرفت المنطقة تأثرا بعدد من المذاهب الفقهية التي وردت من مشرق بلاد المسلمين قبل وصول المذهب المالكي، ومنذ المرابطين تم اختيار هذا المذهب من قبل الدولة المغربية والنخب الدينية مذهبا رسميا وشعبيا، وظل هذا المذهب كذلك باستثناء قوس الموحدين، فأضحى أحد الثوابت الدينية للمملكة. عرف المغرب بعد مجيء الإسلام عددا من المذاهب العقدية والفقهية بسبب عدد من العوامل السياسية والثقافية والدعوية، منها المذاهب الخارجية التي حملت معها اختياراتها الفقهية الخاصة، وكان السبب في اختيار بعض المغاربة لها هو الاستياء من تصرفات السلطتين الأموية والعباسية اللتين شاب سلوكهما كثير من الظلم والاعتداء على سكان البلد الأصليين .ومن أهم هذه المذاهب فرقة الإباضية التي كان دخولها للمغرب مبكرا، خصوصا بمجال سجلماسة، وكان لها دور كبير في تأسيس دولة بني مدرار، وبقيت حاضرة بالمنطقة حتى مجيء الدولة الفاطمية، وعرفت بالاعتدال نوعا ما مقارنة بباقي الفرق المتولدة من عقيدة الخوارج. كما انتحل بعض المغاربة المذهب الخارجي الصفري نسبة إلى زياد بن الأصفر، وكان انتشاره زمن الأدارسة، خاصة بمنطقتي القصر الكبير ودرعة، ويعتبر أكثر تشددا من الإباضية، وقد لقي قبولا وانتشارا في وقت معين بسبب تبنيه للثورة ضد الدولتين الأموية والعباسية، إلا أن ظهور المرابطين ثم الموحدين أدى إلى تراجع هذا المذهب وانقراضه بعد ذلك بشكل نهائي.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 137 من مجلتكم «زمان»