هل المسرح في المغرب قديم قدم النصوص الأدبية والشعرية؟ ومتى أدرك المغاربة العروض الفنية والمسرحية كما نعرفها اليوم؟ هل أسهمت إسبانيا أو فرنسا في قيام مسرح مغربي محض و حركية مسرحية؟ ثم ما دور المسرح في النضال ومناهضة الاستعمار؟ هنا محاولات للإجابة.
عند الحديث عن البدايات الأولى للمسرح في المغرب، يختلف الباحثون حول تاريخ محدد لانطلاقه؛ فالبعض يقول إن سنوات العشرينات هي بدايته الفعلية، بينما يرجح آخرون العقد الذي سقط فيه المغرب بين يدي الاستعمار، في حين أن باحثين لا يغفلون مظاهر الفرجة قديما عند الأمازيغ والأفارقة ويعتبرونها محضنا ومهدا للمسرح المغربي .
لا يمكن إغفال الحديث عن الممهدات المبكرة لظهور المسرح بين فئات المجتمع، والتي تُحدد في الفرجة باعتبارها أولى مظاهر المسرح الفطري قبل أن تصل رياح المسرح بمفاهيمه الحديثة. يذكر الكاتب محمد أديب السلاوي، في كتابه عن المسرح، أن المغاربة مارسوا طقوسا واحتفالات أقرب إلى المسرح ما دامت الغاية واحدة، وهي خلق الفرجة، ومن ثمّ فإن الأشكال ما قبل المسرحية هي بمثابة عروض تمثيلية متعددة تعرض في فضاءات المدن أو القرى، وهي تتوفر على خصائص المسرح من إيماء، وتمثيل، وغناء، ورقص، وحوار، وأقنعة، وديكور وملابس، ثم صراع بين الشخصيات المحورية.
من بين هذه العروض المبكرة كما ذكرها السلاوي نجد: البساط، سيدي الكتفي، سلطان الطلبة، عبيدات الرمى، الحلْقة، المدّاحون، الرقصات الأطلسية، المواسم والألعاب الفولكلورية والحكايات السردية.. وغيرها من الأشكال الفنية التي تلتقي مع المسرح وتمهد لبدايته.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 127 من مجلتكم «زمان»