لم يخف إسلاميو المغرب تعاطفهم مع إخوانهم في الجارة الشرقية، خلال ما عرف بـ”العشرية السوداء”، بل إن بعضهم برر لجوء الجزائريين إلى ممارسة العنف.
عاشت الجزائر، خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، واحدة من أسوأ فتراتها التاريخية، بفعل الاقتتال والحرب الأهلية التي عرفتها البلاد فيما عرف بـ“العشرية السوداء“، على إثر إلغاء الانتخابات التشريعية ثم البلدية التي عرفت اكتساحا كبيرا للتيارات الإسلامية. فما هي أبرز التيارات الإسلامية بالمغرب والجزائر خلال هذه الفترة؟ وكيف تفاعل الإسلاميون المغاربة بمختلف توجهاتهم مع ما شهدته الجارة الشرقية من أحداث دامية؟ وكيف كان لها الأثر على الواقع السياسي المغربي، ومسلسل إدماج الإسلاميين والقبول بمشاركتهم في صياغة المشهد المغربي؟
تعود نشأة حركات الإسلام السياسي بالجزائر للخمسينات من القرن الماضي، مع وصول البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين إلى مصر، وتوطيد علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، والتي تلاها إرسال عدد من البعثات نحو القاهرة، والتي كانت تشرف عليها جمعية الإبراهيمي، وتزامن ذلك كله مع النشاط المكثف لمالك بن نبي، والذي يعتبره البعض النسخة الجزائرية “للسيد قطب“ رغم ما كان بينهما من اختلافات، توجت كل هذه الأنشطة بتأسيس جمعية القيم سنة 1963، وترأسها الهاشمي تيجاني وعدد من شيوخ الجزائر، قبل أن يتم حلها سنة 1966 بعد قيام الجمعية بمراسلة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ومطالبته بالإفراج عن سيد قطب وباقي معتقلي الإخوان المسلمين، وهو ما اعتبره النظام الجزائري تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة دعمت الثورة الجزائرية أيام الكفاح.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 110 من مجلتكم «زمان»