لم يدر المغاربة ظهرهم دائما للبحر، فقد خبر أجدادنا البحر الرومي وبحر الظلمات، واسترشدوا بالنجوم وساعات الليل والنهار، كما استعملوا تقنيات الوقت.
تأتي قضية خوض المغاربة عباب البحر في تنقلاتهم ضمن إشكال طالما طرح في العديد من الكتابات مالت في معظمها إلى أن المغاربة أداروا ظهورهم للبحر كلية، وهو تعميم لا يراعي السياقات التاريخية التي يجدر بالمؤرخ الانتباه إليها. إذ نعثر في بعض المصادر ما يفيد استعمالا مبكرا للبحر من قبل مغاربة العصر الوسيط في تنقلاتهم، ودرايتهم بعوالمه، المتوسطي منه خاصة، حيث «خبروا سواحله، وقاسوا مسافاته طولا وعرضا».
الجغرافيا والتقنية في العلاقة بالبحر
توفر مورفولوجيا السواحل المغربية عوامل مساعدة على الملاحة البحرية من مصبات للأودية ورؤوس وخلجان ملائمة لإقامة مراسي طبيعية، إضافة إلى منابع عذبة للمياه بمحاذاة السواحل… وقد كان الساحل المتوسطي أكثر ملاءمة لأنه شديد التقطع، وكثير الخلجان مما أسهم في ظهور مراسي صغيرة، وشجع على توظيف البحر في التنقل، وهو ما سمح ببروز موانئ مشهورة في هذا المجال مثل مليلية وسبتة، هذه الأخيرة كانت لها مكانة معتبرة أكثر من غيرها، حيث اعتبرت معبرا بحريا استراتيجيا.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 87 من مجلتكم «زمان»