الدارجة كانت منذ القديم وما تزال لغة الباطني والمسكوت عنه. بمعنى آخر لغة الإبداع والفن، بغض النظر عن أي اعتبار.
الدارجة أنواع وأشكال. هي لغة الشفوي، التي تقال ولا تكتب. هي لغة العامة، بمعنى أنها لغة من لا لغة له.
يمكن إذن استنتاج شيء بسيط هنا: “سمو” الدارجة يعني تفوق الشفوي على حساب اللغوي أي المكتوب. وهذا الأمر ينطبق تماما على المغرب كغيره من الدول العربية والمغاربية.
للمغرب خاصيتان منحتا هذا التفوق للدارجة، ولو أنه يبقى نسبيا. الأولى جغرافيته التي تضعه في الغرب الأقصى للعالم العربي. وكما يقول المثل «بعيد عن العين قريب من القلب»، بل وعلى اللسان أيضا. هذا البعد الكبير جعل، منذ القديم، اللغة المغربية أقل “عربية” مقارنة مع نظيراتها المغاربية.
الخاصية الثانية تكمن في تأخر وصول الطباعة، أي اللغة المكتوبة، إلى المغرب. وهذا واقع قلما انتبهنا إليه. الطباعة والكتابة والقراءة كانت أكثر انتشارا في دول المشرق، نظرا لقربها من الأتراك والفرس، الذين كانوا رائدين في هذا المجال.
كريم البخاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 74 من مجلتكم «زمان»، دجنبر 2019