العودة إلى الخلف تكون، أحيانا، ضرورية لإلقاء نظرة هادئة ورزينة .ليس من السهل على شخص كان ضمن اللعبة أن يتحول عن اختيار ما يسميه الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي ريموند آرون، المشاهد الملتزم.
منذ 25 سنة، أي منذ تولي محمد السادس الملك، تغير المغرب بشكل إيجابي على العموم. لقد نجح المغربي في الامتحان الذي كان يضعه في كثير من الأحيان، بسبب متلازمة غير المكتمل، أن يكون قاب قوسين من الحداثة. حاليا، لم يصل بعد إليها، لكنه غير بعيد عنها .إنه يرنو نحو أوربا ويعيد ارتباطاته مع الجذور الإفريقية. يربط الصلة، بشكل متواصل، مع مغربيته، ويدافع عنها بغيرة شديدة. فالانتماءات الخصوصية تتحلل لتفسح المجال لـ“تمغربيت“، كما أن خطاب الهوية يتلاشى بشكل متزايد. لقد تم طرح “تمغربيت“، لأول مرة، ذات يوم من ماي ،2005 ولقي المفهوم رواجا كبيرا. لا يحصى منظروه. تغير المعيش اليومي للمغاربة.. في القرى، لم نعد نشكو من العزلة أو من انعدام الكهرباء والماء الشروب، فيما بدأ السكن العشوائي في الانخفاض، وبات إطار المعيشة في المدن أكثر جاذبية… وفي أماكن أخرى في العالم، تثير التجربة المغربية الإشادة والإعجاب. هناك بالطبع مناطق رمادية واختلالات وظيفية. التملي حول مرحلة هو في الوقت ذاته استشراف المستقبل…
إذا بحثنا، ربما، عن علامات تتعلق بالمغرب قبل يوليوز 1999 في تاريخ الأفكار، فيمكننا التركيز على ثلاث شهادات مهمة تثير الشكوك بشأن المستقبل. الأولى جاءت على لسان الصحافي الأمريكي الكبير توماس فريدمان. فقد كتب على أعمدة صحيفة “نيويورك تايمز“، في خريف عام 1997، أن المغرب يثير القلق. كان رأي هذا الصحافي سلبيا إلى حد ما، إذ أشار إلى أن المغرب يغازل إسرائيل، لكن احتمال أن ينتهي الأمر بين الرباط وتل أبيب بالزواج ضئيل .قبل أن يخلص إلى القول: «كن حذراً مع هذا البلد».
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 131/130 من مجلتكم «زمان»