تركز كتابات تاريخية على الخراب الذي طال مدنا مغربية زمن ضعف المرينيين .ويعزى هذا الخراب والدمار إلى الأوضاع السياسية التي عصفت بأمراء وسلاطين الدولة .وما بين الإهمال والدمار، اندثرت مدن مغربية من الوجود ولم يعد منها إلا الاسم أو الخراب. فهل فعلا تسبب المرينيون في تعثر التمدين والتقدم الحضري بالمغرب؟
دأبت السلالات المتعاقبة على الحكم بالمغرب على اتخاذ موقع جغرافي، يكون مركز حكمها، ويلائم سياسة تدبير شؤون رعيتها. ونتيجة لاعتبارات سياسية، إضافة لعوامل أخرى، تحولت تلك المواقع إلى مدن وحواضر واسعة، تستقطب الناس من كل الجهات، وتوفر لهم أسباب العيش والأمان من عمران ومرافق حيوية..
وقد شهدت أرض المغرب، خلال عقود غابرة من الزمن، إنشاء مدن وحواضر لم تزل منها إلا آثارها، وانمحت بزوال واندحار حضارتها. لكن الملاحظ أن المغرب في زمن التمدن الإسلامي، توقف في فترة زمنية عن عملية التوسع الحضري، بل وأضحى مجاله هذا تتداعى فيه مدنه ويهجرها سكانها، إما بسبب أوضاع وتقلبات الدولة، أو بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية .يركز الباحثون، كما سنرى، على فترات معينة بالأساس، ويرجحون أنها كانت حجر عثرة في بناء مدن جديدة بالمغرب وسببا لتقهقر القائم منها، ومنها فترة توتر أوضاع الحكم المريني.
قبل ذلك، نشير إلى أن الحديث عن المدن يخلق التباسا يعزى للمادة المصدرية التي “تخلط“، دون قصد، بين معنى المدينة والقرية… وهذا بطبيعة الحال، خلط يجر معه عشرات المؤلفات وعقودا من الخلاف حول تحديد “مفهوم المدينة“.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»