حرص كل سلاطين المغرب أن يتميزوا عن رعيتهم والطبقة السياسية بلباس يعكس مكانتهم وهيبتهم.
درج الأمراء المرابطين على وضع لثام يميزهم عن باقي أعضاء الطبقة السياسية المرابطية ويحدد مكانتهم داخل هرمية السلطة. لكن لم يستمر هذا التقليد لأسباب سياسية.
أما الأمراء الموحدون، فقد اختصوا لنفسهم لباس خاص يميزهم عن باقي الطبقة الحاكمة. فقد اتخذ الخليفة منذ عهد المنصور لباسا خاصا من الغفائر الزبيبية والبرانس المسكية، وقد منع على بعض المقربين لبس هذا اللباس المختص بالخليفة.
في العصر المريني والسعدي تغير اللباس وتطور فأصبح أكثر مراسيمية. أصبح السلطان يرتدي لباسه الرسمي حسب نوعية المناسبة أو حسب طبيعة النشاط الذي يمارسه.
يذكر المؤرخ ابن زيدان أن السلطان كان إذا خرج للصلاة أو جلس للاستقبال داخل قصره يضع عمامة بيضاء ملتوية على قلنسوة حمراء منظمة وهيأة مستحسنة، ويرتدي بكساء ذات أعلام حريرية من أعلى طراز.
عندما كان السلطان ينتهي من مهامه الرسمية او نشاطه اليومي، يدخل القصر فيلبس “قلنسوة بدون عمامة مع سروال وقميص وقفطان من الملف وفرجية وجلابة، وربما لبس خاتما فصه من الزمرد أو الياقوت الأحمر أو حجر الألماس”.
ونظرا للأهمية التي تكتسيها صلاة الجمعة من تكريس للشرعية الدينية، فقد حرص السلاطين العلويين على الظهور وحضور مراسم كل صلاة بلباس جديد. “كانت عادة السلطان أن يلبس كل جمعة كسوة وبلغة جديدة، وكانت عادة سيدي محمد بن عبد الله أن يلبس كسوة جديدة ويعطي الكسوة التي خلعها لأحد أبنائه”. هذا تقليد يدل على نوع من التشريف والحظوة، وقد دأب عليه العلويون حتى إلى فترة حكم الحسن الثاني.
المرجع: المراسيم السياسية بالمغرب بين العصرنة والتحديث / محمد شقير