بعد حوالي 1000 سنة من الحروب والصراعات، وجد الفرنسيون والبريطانيون أنفسهم، يوم 8 أبريل 1904، يجلسون وجها لوجه على طاولة واحدة للتوقيع على ما عُرِف بـ”الاتفاق الودي” الذي حسم في وضع كل من المغرب ومصر.
ونص الاتفاق على توطيد مركز بريطانيا في مصر وانفرادها بإدارة شؤونها المالية، مقابل إطلاق يد فرنسا في المغرب، مع العمل على “حفظ النظام فيه وتقديم المساعدات التي تتطلبها نواحي الإصلاح المختلفة دون القيام بتغيير الوضع السياسي بها”.
لكن الاتفاق لم يهمل المصالح الإسبانية في المغرب، إذ اتفق الطرفان على أن تحصل إسبانيا على شمال المغرب الممتد على الشريط الساحلي في جنوب البحر الأبيض المتوسط.
غير أن هذا التوافق الودي بين فرنسا وبريطانيا أغضب، في المقابل، ألمانيا التي لم تخف معارضتها له، بل إن الإمبراطور وليام الثاني قام بزيارة إلى طنجة، يوم 28 أبريل 1905 أي بعد أقل من سنة من التوقيع على الاتفاق، وألقى خطابا شدد فيه على أن “سلطان المغرب كامل السيادة والاستقلال”.
وفيما أدى الموقف الألماني إلى تأزم العلاقات بين ألمانيا وفرنسا، أعلنت لندن أنها ستقف إلى جانب باريس في حال اندلاع حرب.
وفي محاولة لامتصاص صوت دقات طبول الحرب المتصاعد، اتفقت الأطراف بعقد مؤتمر دولي في الجزيرة الخضراء، أوائل 1906، لمناقشة ما عرف بـ”الأزمة المغربية الأولى”، وبحث سبل تفادي حرب عالمية.
أي نتيجة
View All Result