قبل أن يصبح مؤلف كتاب ”مغامرات توم سوير” من المشاهير على مستوى العالم، زار مارك توين طنجة .رحلة لم تترك ذكريات جميلة فقط للكاتب الأمريكي …
قبل أن تحط شخصيات شهيرة رحالها بطنجة وتغرم بها وتشتم روائحها ودخانها، اكتشف الكاتب الأمريكي مارك توين، الاسم المستعار لصمويل لانغهورن كليمنس، مدينة البوغاز، وخلد مروره في كتاب “سفر الأبرياء” لكن للأسف، هذا الكتاب غير معروف كثيرا مقارنة بروائعه مثل “مغامرات توم سوير“، وتكملتها “مغامرات هكلبيري فين“. نُشر “سفر الأبرياء“ في عام 1869 بينما لم يتم نشر “المغامرتين“، اللتين ستجعلان الكاتب العالمي مشهورا، إلا في وقت لاحق، في عامي 1876 و1884. عندما غادر مارك توين نيويورك في 8 يونيو 1867 على متن سفينة بخارية تدعى “كويكر سيتي“، لم يكن هدفه زيارة المغرب، البلد الذي يعتبر مغلقا وخطيرا للغاية بالنسبة للمسافر الغربي. فقد استأجرت الكنيسة الإنجيلية في بروكلين “كويكر سيتي“ للقيام برحلة سياحية، وهي الأولى من نوعها وفقا للمؤرخين الأمريكيين. في الواقع، كانت رحلة حج إلى الأراضي المقدسة الإسلامية، أي المشرق الحالي مع زيارة الإمبراطورية العثمانية أيضا .كانت الصحيفة اليومية “ألتا كاليفورنيا“، التي تصدر في سان فرانسيسكو، هي من دفعت ثمن الرحلة المقدرة بـ1250 دولارا للشاب وغير المعروف كليمنس، الذي كان يبلغ حينها 32 عاما، مع التزام ببعث سلسلة منتظمة من رسائل السفر. وقد أوفى كليمنس وعده مع الصحيفة، وبعث في المجموع 53 رسالة، بعضها واقعي، والبعض الآخر أغناه بروح الدعابة مع إضافة رسومات معبرة.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 133 من مجلتكم «زمان»