انتقل من جريدة “المحرر” إلى جريدة الاتحاد الاشتراكي رئيسا لها لعدة سنوات، لكنه قرر اعتزال الصحافة الحزبية، ليؤسس “الأحداث المغربية”، قبل أن يترجل عن سفينتها سنة 2014. محمد البريني رقم صعب لا يمكن إغفاله، أثناء الحديث عن تاريخ الصحافة في المغرب. في هذا الحوار، فتح البريني (من مواليد 1943) قلبه وماضيه لمجلة “زمان”، وكشف عن كواليس تأسيس جريدته، بكل صراعاته مع رفاق الأمس من الاتحاديين، وأعداء اليوم من الإسلاميين. كما يوضح علاقة الجريدة بالأجهزة الأمنية، ونظرة الملك للصحافة المغربية، وغيرها من المواضيع.
ما هي ظروف تأسيسك لجريدة “الأحداث المغربية”؟
بعد انسحابي من رئاسة جريدة “الاتحاد الاشتراكي” سنة 1995، قررت أن أؤسس جريدة مستقلة تدافع عن الطرح التقدمي، وليس لها تبعية للحزب. نجحت بعد سنوات، في أن أقنع بعض المساهمين الماليين، ورهنت بيتي من أجل الحصول على ما يكفي لذلك. ومن الناحية المهنية ركزت على البحث عن أقلام شابة وتجنبت استقطاب أقلام لامعة آنذاك. والسبب أن جيلي كان جيل الصحافة الحزبية، التي تعلمنا فيها أن نكتب التعليق والموقف وليس الخبر الصحافي.
لذا كنت أبحث عن صحافيين جدد بدون انتماء ولم يسبق لهم أن مارسوا العمل الصحافي باحترافية، فقمنا بتدريبهم على كيفية البحث عن الخبر في الميدان. استقطبنا خريجي الجامعات، ثم قمنا باستقدام أستاذ للتكوين الصحفي من أجل تعليمهم أدبيات الصحافة، بالإضافة إلى ممارس متمرس للصحافة، والذي هو الأستاذ محمد مفتاح. بعد ذلك، تمرسنا بشكل داخلي على الكتابة الصحافية لمدة طويلة. وكانت عملية إخراج العدد الأول من جريدة الأحداث في أكتوبر من سنة 1998، عملا شاقا وليس بالهين.
في تلك الأثناء، كانت فترة حكم الحسن الثاني.. كيف تعاملت السلطة معكم؟
في زمن الحسن الثاني، كانت مشاكل الصحافة مع إدريس البصري، وزير الداخلية آنذاك، واستمرت بعد وفاة الملك. البصري اعتاد أن يتصل بنا ويستدعينا إلى مكتبه، كما هو معروف عنه. وفي “الأحداث المغربية”، كنا قد طلبنا إجراء حوار مع مدير التشريفات الملكية والأوسمة، آنذاك، عبد الحق المريني. هذا الأخير احتاج إلى موافقة الملك شخصيا، فحصل عليها. على إثر هاته الموافقة، اعتبرنا أن الملك لا يحمل أي عداء تجاه جريدة الأحداث، وبالتالي كان اشتغالنا بكل أريحية.
غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 62 من مجلتكم «زمان»