بمجرد جلوسه على العرش قبل 25عاما، سارع الملك محمد السادس إلى قيادة تحولات عميقة انعكست إيجابا، بنسب متفاوتة، على المجتمع والمجال .كما اختار السرعة القصوى للنهوض بالاقتصاد الوطني عبر تسريع الإقلاع الصناعي وتعزيز البنيات التحتية، وأولا وأخيرا الاستثمار في العنصر البشري الذي جعله في قلب اهتماماته .يمكن القول، دون مبالغة، إن المغرب قفز، على عهد الملك محمد السادس، خطوات عملاقة نحو التحديث والتطور، وإن كانت هناك ما تزال بعض المناطق الرمادية التي تستدعي ضرورة التركيز عليها…
يجب الاعتراف بأن أفق الانتظار ما يزال بعيدا، وبأن درب المشوار طويل، لكن بتملك الوعي الجماعي وتفعيل مفهوم ”تمغربيت “يمكن إدراكهما. لا شيء مستحيل، ومن حقنا أن نستمر في الحلم. تستعرض مجلة ”زمان”، في ملف هذا العدد، ما تغير في المملكة الشريفة، على مدى ربع قرن .لقد كانت مدة حكم محمد السادس غنية بالأحداث، وبالإنجازات والتطلعات، وأيضا ببعض المآسي: بشرية وطبيعية. قراءة مفيدة ورحلة ممتعة عبر التاريخ الراهن لهذا البلد الذي نحبه كثيرًا، ونغير على ناسه.
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة // وأهلي وإن ضنوا على كرام
شهد المغرب تحولاً جذرياً مع تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم، في 23 يوليوز .1999 كفَّ ما كان من المحرمات أن يكون كذلك، أو أصبح أقل حدة. من المؤكد أن البلاد استفادت من إرث الحسن الثاني في مشاريع التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان والتعليم، لكن العهد الجديد قام بتغيير ترتيب الأولويات وابتكار أسلوب جديد، بسيط وجريء. ولم تعد هناك هذه الفجوة بين الطبقة السياسية والمجتمع المدني. شدد الملك، في خطابه الثاني يوم 20 غشت ،1999على ضرورة تمتيع كل فئات الشعب بـ“الحقوق التي تضمن لها العيش الكريم والحياة اللائقة، مع رعاية خاصة للفئات التي تشكو الحرمان أو تعاني القهر“ .وفيما أقر بأنه لا يملك عصا سحرية يزعم بها حل جميع هذه المشاكل وغيرها، «لكننا عازمون بحزم وعن قريب إن شاءا لله على مواجهتها بما نتوافر عليه من إمكانيات، وبما نملك من طاقات معنوية هي زادنا وعمدتنا، وبما يلزم من تعبئة وتضامن وتضحية، ومن صدق وإخلاص، وضمير حي يقظ، وهي شروط بدونها لا تكون المواطنة الصالحة. ولا يتحقق أي تقدم، بل لا يكون الإيمان»، يقول الملك في خطابه.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 131/130 من مجلتكم «زمان»