يعتبر محمد النشناش واحدا من أبرز الوجوه النشيطة في مجال حقوق الانسان بالمغرب .شغل رئيسا لـ”المنظمة المغربية لحقوق الإنسان”، وأسهم في تأسيسها وفي تأسيس ”الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”. جال العالم خلال اشتغاله مع الصليب والهلال الأحمر بالمغرب، وكلفه الملك الراحل الحسن الثاني بمهام إنسانية تخدم القضايا الوطنية. في هذا الحوار مع مجلة ”زمان”، يتحدث النشاش، الطبيب الجراح، لأول مرة عن مساره السياسي في المنطقة الشمالية ومرافقته للمهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد في مؤتمرات بإسبانيا، وكذلك عن أدواره الطبية على الحدود المغربية الجزائرية وعلاقته برؤساء الجزائر. النشناش يتحدث أيضا عن كواليس العمل الحقوقي للجمعيات المغربية وجوهر الاختلاف الديني والإيديولوجي بينها.
أنت من أبناء المنطقة الشمالية، وعايشت سنوات طويلة قبل حصول المغرب على استقلاله. في البداية حدثنا عن نشأتك وتعليمك قبل أن نخوض في الشأن السياسي وتلك الظروف..
ولدت في مدينة تطوان في سنة ،1936 وهي سنة أطلق عليها “عام البومبا“، أي السنة التي قصف فيها الجمهوريون الإسبان المدينة التي كانت معقلا لرفاق فرانكو. درست بتطوان إلى غاية المرحلة الثانوية. وقد كان التعليم بالمنطقة الشمالية معربا، وهي منهجية متعمدة من طرف فرانكو، لأن نظامه الفاشي كان مقاطعا ومنبوذا من طرف القوى الدولية، فاختار أن ينفتح على المشرق ويحدو حدو المناهج المصرية.
بعد الدراسة الثانوية، كان أمامنا اختياران: إما الذهاب إلى المشرق لدراسة الأدب، وإما ممارسة التعليم .لكن بحكم الأوضاع في المشرق بعد نهاية الحرب في فلسطين ،(1948) رفضت والدتي أن اتابع دراستي بالمشرق، وبحكم أني رفضت التوجه للتعليم، اضطررت لإعادة الدراسة الثانوية باللغة الإسبانية والتوجه لاستكمال الدراسة بإسبانيا. اخترت دراسة الطب هناك، بالرغم من أني لم أكن أحبه ولا أميل إليه، لكن مندوب التعليم، وهو كولونيل في الجيش الإسباني، منعني من دراسة الحقوق وأملى عليّ أن أتوجه للطب.
لماذا هذا التحكم حتى في مسارك الدراسي، هل كانت الحماية الإسبانية تتدخل إلى هذا الحد؟
كنا حينها لا نتجاوز خمسة طلبة مغاربة يمكنهم متابعة الدراسة بإسبانيا. وبحكم نشاطي وتحركي في المرحلة الثانوية، كان مندوب التعليم يعرفني، كما كنا على اتصال بحزب الإصلاح الوطني والزعيم السياسي عبد الخالق الطريس.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 99 من مجلتكم «زمان»