منح الموضع المتفرد لمركز إفران اسمه، فكان جمال الطبيعة وسحرها عامل جذب للفرنسيين لإنشاء مدينة بمواصفات أوروبية حديثة، تلبية لأهداف استعمارية غير معلنة. غير أنه بعد استقلال المغرب، تغير المسار التاريخي للمدينة بعد أن غادرها المعمرون الأجانب.
رُسم اسم المكان بأشكال متباينة؛ إما بزيادة حرف أو نقصان آخر، فجاء اللفظ تبعا لذلك بصيغة “إيفران“ و“يفران” و“يفرن“ و“إفران“، والظاهر أن هذا الاختلاف في النطق يعود لما تعاقب على المنطقة من مجموعات بشرية، سواء عابرين لتلك المسالك أو مستقرين بذلك الموضع، كما أسهمت التقلبات التي شهدها المكان في هذه الإضافة أو النقصان في أحرف الكلمة. وعند التدقيق في دلالتها اللغوية، نجد أن أصلها أمازيغي من كلمة “إفري“ التي تعني الكهف أو المغارة. وتبعا لما فرضته بعض الإجراءات الإدارية، فقد تم تثبيت اسم “إفران“ بعد صدور مرسوم وزاري في هذا الشأن في 25 غشت 1993، فأضحى هذا الاسم هو المعتمد في مختلف الوثائق الإدارية. للمكان موضع متميز بين ثنايا جبال الأطلس المتوسط، فهو منفتح على ما يحيط به من مناطق، بحيث يشكل محطة تضمن الاتصال بأكبر الحواضر المغربية التقليدية، فهو قريب من مدينتي فاس ومكناس، ويمكن المرور منه إلى مراكش عبر أزرو بعد اجتياز خنيفرة، كما يمكن الوصول منه إلى طنجة عبر سيدي قاسم. تم اختيار ذلك الموضع بعناية كبيرة، حيث يعتبر من الأماكن الطبيعية المتفردة بخصائص يندر أن نجد لها نظيرا، سواء في المغرب أو في شمال إفريقيا عامة، فمما يثير الانتباه ويغري بزيارة المكان سحر الطبيعة، وتنوع المشاهد المشكلة أساسا من غابات السنديان بظلالها الوارفة، وأشجار الأرز المهيبة التي تحمل على عاتقها ثقل السنين، منها غابة “البحر“ الممتدة في الجهة الجنوبية، وغابة “زروقة“ المترامية بالناحية الشمالية، وغابة “أمان أوندين“ المنبسطة بالجانب الشرقي.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 136 من مجلتكم «زمان»