هي مستقر أهل صفرو أو المنطقة المقعرة حسب دلالة اسمها الأمازيغي ”أصفرو”، وهي ”أورشليم الصغيرة” عند اليهود المغاربة، وهي “حديقة المغرب”، كما نعتها الفرنسيون، وهي “مدينة حب الملوك” عند عامة الناس، إنها مدينة صفرو الوديعة.
يتيح الموضع الذي نشأت عليه مدينة صفرو شروطا ملائمة للبقاء، فهو يقع في الوسط الشمالي من المغرب، في أقصى الجنوب الشرقي من هضبة سايس، محتميا بالسفح الشمالي الأوسط للأطلس المتوسط، غير بعيد عن مدينة فاس، إذ لا يفصله عنها إلا حوالي ثلاثين كيلومترا، وهذا ما أثر بشكل كبير في مساره التاريخي .ويحلو لبعض الجغرافيين نعت هذا الموضع بـ“الدير“، الممتد على الجهة الشمالية من الأطلس المتوسط، وذلك لوصله بين السهل والجبل، مما جعله يحظى بوفرة المياه العذبة، وبتنوع مورفولوجي وترابي وإحيائي، وبتعدد الأنشطة الإنتاجية المتوافقة مع بيئة غنية بإمكانياتها التي لم تبخل يوما على المستقرين هناك بعطاياها وهباتها المتجددة التي لا تنضب.
تظهر مدينة صفرو للمقبل عليها بيضاء متسترة بين بساتينها الفيحاء، محتلة المنخفض الذي يخترقه وادي أگاي، تلتف حولها جنات يانعة بأشجارها المخضرة التي وهبت المكان خاصية طبيعية ميزته عما حوله، وجعلته واضح الاختلاف عن أراضي هضبة سايس المترامية بمحاذاته، وعن الأجراف الأطلسية المشرفة عليه، مما جعل المكان يثير إعجاب الزائرين الذين لم يتمالكوا أنفسهم أمام هذا المشهد الطبيعي المتفرد الذي وصفوه، دون تردد أو تحفظ وفي مبالغة مفرطة بـ“واحة صفرو“، متأثرين بما يثيره ذلك الموقع من إحساس بالمتعة التي تنتاب من قصده، طلبا للاستجمام والراحة.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 132 من مجلتكم «زمان»