أثار مسلسل “فتح الأندلس”، الذي عرضته القناة المغربية الأولى خلال شهر رمضان، جدلا رافقته انتقادات طالت المسلسل وأصحابه، الذين نهلوا من كتابات مشرقية، أغلبها يجهل تاريخ المملكة.
على عكس ما حظيت به أعمال مشرقية سابقة تناولت تاريخ المغرب عن إعجاب ومتابعة، فإن مسلسل “فتح الأندلس“ الذي عرضته القناة الأولى المغربية، لقي انتقادات واسعة، بلغت حد تقديم الدعاوى للمحكمة والمطالبة بوقف العرض، ومساءلة وزير الثقافة بالبرلمان، فضلا عما تعج به وسائل التواصل الاجتماعي من حملات وصفحات وتدوينات تهاجم كل ما يتعلق بالمسلسل، سواء من حيث المضمون، أو سياق العرض، أو الأداء الفني وطريقة التشخيص.
فما الذي جعل المسلسل يحظى بكل هذا الانتقاد؟ وما هي المضامين التي أثارت الجدل؟ وما هي صورة المغربي في إنتاجات المشارقة؟ وهل أعمال وليد سيف وحاتم علي لا تكرس الصورة نفسها؟ وهل يتوافق مضمون المسلسل مع توجهات الدولة نحو تكريس قيم السلام والتعايش؟ وهل استحضرت الجهة القائمة على شراء العمل ما تعرفه العلاقات المغربية–الإسبانية من انفراج وتحول نحو الأفضل؟
مسلسل فتح الأندلس هو عمل تاريخي من إنتاج كويتي، من تأليف الكاتب المصري أبو المكارم محمد رفقة آخرين، قام بإخراجه محمد سامي العنزي، وشارك في بطولته عدد من الممثلين العرب من جنسيات عربية مختلفة، كسهيل جباعي وتيسير إدريس وروبين عيسى وجاسم النبهان، فيما لم يشارك من المغرب إلا ممثل واحد وهو هشام بهلول، وعرض خلال شهر رمضان على القناة السعودية “ “SBSوالتلفزيون الكويتي والقناة الأولى المغربية.
بلغت تكلفة إنتاج المسلسل حسب تصريح القائمين عليه 3,3 مليون دولار، وتم تصويره ببيروت وماردين التركية، ويتناول الحقبة التاريخية التي عرفت عبور المغاربة للأندلس، وشخصية طارق بن زياد، وما رافق ذلك من أحداث حسب رواية مؤلف العمل، والرسائل التي أراد تبليغها للمتلقي سواء في المشرق أو المغرب.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»