في المغرب، الذي كان يسمى قديما ”المغرب الأقصى”، شكل الدين عنصرا أساسيا في المجالين الاجتماعي والسياسي. من دون شك، تترافق الممارسة الدينية مع طقوس محددة تؤطرها في الزمان والمكان. في هذا الصدد، نلاحظ في المغارب استمرارية الطقوس وثبات المالكية، التي تعود أصولها إلى مؤسسها مالك بن أنس، إمام المسجد النبوي في المدينة المنورة، وسرعان ما انتشرت في المدن الكبرى الدينية مثل القيروان وقرطبة وفاس، وبالسرعة نفسها ارتبطت بالصراعات حول السلطة بين السلالات. ووراء طقوسها البسيطة، يمكن أن تكمن أداة دعائية، وأهم من ذلك، سلاحًا لتحقيق الوحدة السياسية. هنا قصة المالكية والمغاربة.
لأن الإسلام دين عظيم، فإنه كان موضوع العديد من الروايات. إن التمييز الأساس بين الدين والتدين لا يتطلب التمييز بين “تاريخ الإسلام“ و“تاريخ المسلمين“ فحسب، بل إن التمثيلات داخل كل فئة متعددة. كما أن عملية تشكيل الجسم العقائدي للإسلام بصفته دينا توحيديا تعتمد على مدارس فكرية متنوعة ومختلفة .أما بالنسبة لنشأة المذاهب الإسلامية، فإن التعددية ضرورية، لأن الممارسات الثقافية والتخيلات الجماعية تقاوم أي صياغة معيارية. لقد أسهمت المعطيات الاجتماعية والمكانية للعصور الثقافية الإسلامية في تشكيل مذاهب مختلفة للغاية، ومعها تتنوع زمنية الممارسات، وطقوس التضحيات، والأعياد الدينية، وهندسة أماكن العبادة، وقراءة القرآن، وتسلسل واجبات المسلم، والعلاقة بالعلم، والسلطة السياسية، والطبيعة، والآخرين… وكثير منها من صنع البشر وتاريخهم .وإلى يوم الناس هذا، تتحدث البرامج في الجامعات المغربية عن تاريخ الإسلام وليس عن تاريخ المسلمين.
محمد صدقي، لطفي بوشنتوف والمصطفى بوعزيز
تتمة المقال تجدونها في العدد 137 من مجلتكم «زمان»