اقتصر تعليم الفتيات في المغرب على القصور السلطانية وبيوت النخبة في الحواضر الكبرى، واستمر ذلك طويلا إلى أن جاءت الحماية.
مع نهاية كل سنة دراسية خلال العقد الأخير، أصبح من البديهي حصد الإناث لأعلى النقاط في الامتحانات الإشهادية، فقد بلغت نسبة نجاح الإناث خلال هذه السنة في امتحانات البكالوريا سبعين في المائة، فيما لم تتجاوز عند الذكور نسبة الستين، وهو ما يعني اتجاه المرأة لفرض حضور أكبر على مستوى سوق العمل، مما يفتح الباب لقلب كثير من الموازين التقليدية التي كان يستغلها الرجل لفرض مكانة اجتماعية رفيعة. تسجل المرأة هذه الأرقام مع أنها إلى وقت قريب لم تكن تتمتع بحق التعليم، ولم يكن يسمح إلا لفئة محدودة منهن من تعلم القراءة والكتابة، تماهيا مع تصور النخبة للمرأة، والمعارضة الحادة التي كان يبديها الفقهاء في هذا الموضوع .فبعد أن كانت المرأة فقيهة ومحدثة ولغوية وعالمة، أصبحت عند فقهاء القرون الوسطى فتنة وفسادا لا يسمح لها بالخروج من البيت، ولا التعلم والتفقه خوفا من منازعة الرجل في سلطته ودوره الاجتماعي.
ظرا لما سبق من أسباب، فقد كان تعليم الفتيات مقتصرا على القصور السلطانية وعلى بيوت النخبة بالحضر، حيث يتم استقدام المؤدبين والمعلمين لتعليم بناتهن، وغالبا ما يكون المعلم مسنا لا أرب له في النساء، ولا يشاركهن في القراءة ذكر ولو كان شقيقا لهن، وتكون دراستها بحضور دايتها والمشرفة على تربيتها .وبعض المدن والحواضر كفاس، وجد بشكل محدود جدا ما يعرف بـ“دار الفقيهة“، وهو كتاب مخصص للفتيات، حيث كانت الفقيهة تخصص من بيتها غرفة أو غرفتين لتحفيظ الفتيات القرآن الكريم، وأحيانا قد تعلمهن الصنائع اليدوية، إضافة إلى القراءة والكتابة.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»