عاش السفير والدبلوماسي السابق مولاي المهدي العلوي حياة غير عادية، فقد تقلب بين المهام السياسية لحزبه وبين المهام التمثيلية للمغرب في المحافل والمناسبات الدولية. انتمى مولاي المهدي في سن مبكرة إلى حزب الاستقلال قبل أن ينحاز إلى رفيق دربه المهدي بنبركة في تجربة الانفصال وتأسيس ”الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”، فكان على مقربة من قادة الحزب، كبنبركة وبوعبيد واليوسفي… وحافظ على نفس المسافة منهم رغم قربه من الملك الحسن الثاني، مما جعله أداة وصل بين الطرفين للتحضير لحكومة التناوب التوافقي. عن تجربته السياسية ومسؤولياته الدبلوماسية، يخوض مولاي المهدي العلوي في هذا الحوار مع مجلة “زمان”، ويكشف جوانب دقيقة عن كواليس السياسة والحكم بالمغرب.
في البداية، ما الذي تمثله منطقة طاطا بالنسبة لك وبالنسبة للمغرب؟
تمثل بلدة أقا التابعة لإقليم طاطا مسقط رأس والدي رحمة لله عليه، وهي البيت الكبير للعائلة. أما بالنسبة لمنطقة طاطا، فتجسد برمتها الامتداد الجغرافي للمغرب نحو عمقه الصحراوي، وقد تميزت هذه المنطقة بدورها البارز في المقاومة ضد المستعمر، فكانت بذلك منطلقا لجيش التحرير المغربي لمهاجمة القوات الاستعمارية الفرنسية في اتجاه الشرق على الحدود مع الجزائر، والإسبانية في اتجاه الجنوب، الساقية الحمراء ووادي الذهب.
حدثنا عن لقاءاتك الأولى بولي العهد مولاي الحسن..
لقاءاتي بولي العهد الأمير مولاي الحسن كانت في مناسبتين بباريس: الأولى جاءت بمبادرة من سموه أواخر سنة ،1960 حين أوفد إلي الأمير مولاي علي، بإقامتي بالحي الجامعي، قصد اللقاء به بمقر إقامته هناك. وقد لبيت الطلب على الفور .وهنا أود الإشارة بالمناسبة إلى أن هذه الرغبة في اللقاء معي، لم تكن محض صدفة بل جاءت بحكم مسؤوليتي عن التنظيم الطلابي للمغاربة بفرنسا، الذي كان وقتها مؤيدا للانشقاق الذي جرى في صفوف حزب الاستقلال، ولم يكن يخفي دعمه لمبادرة تأسيس حزب منفصل، تجسد بعد ذلك بميلاد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 98 من مجلتكم «زمان»