تندرج حكاية ولي عهد السلطان العلوي الحسن الأول ضمن القضايا والأحداث المثيرة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين. فقد ظل اسم مولاي امحمد مترددا طوال 14 سنة، وباسمه قامت حركات التمرد ضد المخزن وضد السلطان نفسه.
شكلت نهاية القرن التاسع عشر مرحلة جديدة للمغرب على المستويين الداخلي والخارجي، وكانت وفاة السلطان الحسن الأول (1894) إيذانا ببداية اضطراب الإيالة الشريفة وتقهقر حكمها. من جملة ما نتج عن غياب السلطان الحسن الأول، كما سيأتي تفصيل ذلك، هو تولية ابنه الأصغر مولاي عبد العزيز الحكم، وتفرد الحاجب القوي أحمد بن موسى البخاري (بّاحماد) بتدبير السلطنة، الشيء الذي ترتب عنه قلاقل وتمردات بمختلف ربوع البلاد، لسنوات طويلة، وكذلك بروز طامعين في الحكم. كما نتج عن ذلك انقلاب الحكم لصالح مولاي حفيظ سنة ،1908 الذي لم يستطع بدوره تهدئة الأوضاع الداخلية والصمود في وجه القوى الخارجية. تمحورت هذه الأحداث المتتالية والمترابطة، كما تقول بعض الروايات، حول شخص واحد كان سببا مباشرا تارة في تفاقم الأوضاع، وتارة في هدوئها، وهو مولاي امحمد الابن الأكبر للحسن الأول، وولي عهده «الأحق بخلافته» .ومنذ وفاة والده إلى غاية استعمار المغرب، أي طوال 14 سنة، ظل اسمه مرتبطا بما يجري في البلاد. وقد تعرض هذا الأمير المبعد والمغضوب عليه إلى محن واعتقالات من طرف أشقائه ووزراء الدولة، وسعى بكل وسائله لاستعادة عرش أبيه وتهدئة الأوضاع. ونظرا لحكايته المثيرة ومكانته الرمزية، تقربت منه القوى الاستعمارية الفرنسية من أجل تفكيك السلطة الشريفة.
ينحدر من نسل السلطان الحسن الأول أبناء ذكور رجحت الروايات أن عددهم فاق العشرين ولدا . أكبرهم مولاي امحمد المولود حوالي سنة 1869 من زوجة السلطان الأولى لالة زينب. وتصفه الروايات أن سحنته عربية «وهيأته تغشاها الكآبة»، بسبب إصابة في إحدى عينيه. وقد غلب على تكوينه، حسب المؤرخ علال الخديمي، «الطابع العسكري، وأنه لم يكن قد حصل ثقافة كافية مثل بعض إخوته. كما اتصف بالشجاعة والاندفاع إلى حد التهور أحيانا.. وكثيرا ما كان يسارع إلى سفك الدماء».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 134 من مجلتكم «زمان»