تشير المصادر إلى أن المغرب عرف الأندية السينمائية ابتداء من ثلاثينات القرن العشرين، غير أن حضور المغاربة كمنخرطين في هذه الأندية لم يتم إلا بعد الاستقلال. هنا ورقة تؤرخ لهذه الإطارات الثقافية، لحماسها ونضالاتها وأفكارها، وأيضا لصراعات أعضائها.
انخرط المثقفون المغاربة في التأسيس للأندية السينمائية خلال مراحل تاريخية متباينة. فالنادي السينمائي كإطار ثقافي لمشاهدة الأفلام ومناقشتها، عُرِف إبان فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب، وهناك من يتحدث عن نواد سينمائية بداية من ثلاثينات القرن الماضي .غير أننا لا نتوفر على وثائق وشهادات تؤكد هذا المعطى، بل إن تاريخ هذه المرحلة يكاد يكون مجهولا، ولم تتضح معالم هذه الحركة الثقافية إلا بعد الاستقلال .(1956) وإذاك بدأ حضور المغاربة كمنخرطين في جمعيات سينمائية وغالبيتهم من المتعلمين في المدارس الفرنسية أو التعليم العمومي الذي كان يعتمد الفرنسية كلغة للمواد الأساسية .وقد انخرطت هذه الأندية، التي كانت أنشطتها تعقد غالبا في المدن الكبرى، في إطار الفيدرالية المغربية للأندية السينمائية .(F.M.C.C) ويعزى الارتباط بالمدن لكون الأفلام كانت تعرض غالبا بمقاس 35 ملم داخل القاعات السينمائية وأحيانا بـ16 ملم. إلى حدود سنة ،1960 كان المغرب يتوفر على 160 قاعة سينمائية. وفي أوائل السبعينات، بلغ عددها 250 قاعة .وقد تمكنت هذه الفيدرالية من التواجد في أغلب المدن المغربية (أكثر من 35 مدينة)، وحتى الصغيرة منها مثل: أزرو، وسوق الأربعاء وصفرو والقصيبة..
المختار أيت عمر
تتمة المقال تجدونها في العدد 109 من مجلتكم «زمان»