لا يمكن اختزال وجود النساء حول أحد أهم السلاطين في تاريخ المغرب داخل ركن كبير بالقصر. فقد تمتعت ثلاث زوجات، على الأقل، بسلطة غير متوقعة في بلاط مولاي إسماعيل، عشن مخاطرها بين النفوذ الدبلوماسي والحكم الحقيقي”زمان”. تعيد حبك قصة أنثوية غيبها ظل الملك القوي.
كلما خاض حديث في علاقة مولاي إسماعيل (1727-1672) بالنساء، يتبادر إلى الذهن سجل مذهل. ووفق آخر الدراسات، التي استعمل فيها باحثون في جامعة فيينا عام 2014 تقنيات حديثة عبر الحاسوب، فإن السلطان العلوي خلف 1171 ابنا .وحسب كتاب غينيس للأرقام القياسية، فإن مولاي إسماعيل ترك 888 سليلا مباشرا، فيما تقدر عدد محظياته وإمائه وزوجاته بين 200 و800 امرأة.
الحياة الحميمة للسلطان
يؤكد الجانب غير العادي والخيالي، في كثير من الأحيان، من هذه الحسابات أن مولاي إسماعيل ترك بصمته في التاريخ، بل بصمات. وسواء وُصِف بأنه مبجل أو مكروه، أو قُدم على أنه طاغية أو رجل حكيم وتقي، فإنه لا يترك أحدا غير مبال خلال الحديث عنه.
المؤرخ إبراهيم بوطالب يشرح مدى تعقيد شخصية السلطان العلوي بالقول: «من الضروري أن نفسر إحدى علامات عظمة مولاي إسماعيل بكون الأسطورة استحوذت عليه، وأن بعض جوانب تفاصيل شخصيته عرفت مع الوقت تضخيما بشكل مفرط. إذا تمسكنا بهذه الرؤية الوحيدة، فيمكننا أن نقول عنه أنه يتوفر على صفات جميع الشخصيات الأسطورية، الذين لديهم كل المواهب، لكنهم جميعا تُجووِزوا، سواء كانوا جيدين أو سيئين أكثر مما هو ممكن بالنسبة للناس العاديين» .فحكمه، الذي دام 55 عاما، يعد الأطول في تاريخ المسلمين، ومن بين أكثر ما انبرى له المؤرخون بالبحث والدراسة.
سامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»