حاولت السلطات الاستعمارية الفرنسية أن تفرق بين الأمازيغ والعرب في المغرب، فخلقت وضعا اجتماعيا وسياسيا مناوئا لها عكس ما كانت تتوخاه.
معالجة موضوع الأمازيغية، خلال هذه الظرفية الراهنة المتميزة بحيوية وحساسية المسألة داخل الفضاء المغاربي، ليست بالمسألة الهينة. فالنشطاء الأمازيغيون يسعون أساسا إلى ضمان مستقبل معقول لهذا المكون الأساسي لهوية المجتمعات المغاربية، وذلك بإقناع الفاعلين، سواء تعلق الأمر بالدول أو بمنظمات المجتمع المدني، بالتعدد اللساني واللغوي. إلا أن الوضع يزداد تعقيدا إن نحن استحضرنا الاستعمال الكثيف والمبتذل للتمثلات الأسطورية لما سمي بـ«الظهير البربري» من لدن الحركة الوطنية المغربية والهيئات الحزبية المتفرعة عنها. لقد اعتبرت هذه الهيئات، وبعضها لا زال يعتبر، أن الدفاع عن الأمازيغية فعل موجه ضد الوحدة الوطنية وضد الاستقلال، وهو بالضرورة في خدمة الاستعمار وبإيعاز منه. هكذا تتعرض كل مقاربة موضوعية وتاريخية للمسألة الأمازيغية لنيران مزدوجة. يصفها «الأمازيغيون» بنزعة قومجية مفرطة في العروبة، كما يصفها «الوطنيون» بانزلاق نحو هوياتية بربرية تخدم، بوعي أو بدون وعي، القوى الإمبريالية المخزية.
المعطي منجب
تتمة المقال تجدونها في العدد 15 من مجلتكم «زمان»