أثار مسلسل الحشاشين الذي عرض خلال شهر رمضان على عدد من القنوات الفضائية والمنصات الرقمية جدلا واسعا، بحكم ما وقع من الاختلاف حول المضامين التاريخية التي قدمها العمل، ومدى موافقتها للمعطيات المدونة في كتب التاريخ، واستجابتها للمعايير العلمية المعروفة عند أهل الشأن، فضلا عن لغة الحوار والديكور وباقي التفاصيل الصغيرة، بين مثنٍ على العمل وما سخر له من إمكانيات ضخمة، ومنتقد له بحجة عدم توفقه في تقديم المعلومة الدقيقة والعلمية.
بعيدا عن هذا الجدل، وحكايات الحسن الصباح وفرقته الباطنية، ما هي رواية أهل التاريخ لقصة الدولة الفاطمية؟ وكيف كانت النشأة والتوسع؟ وما السر في اختيار بلاد المغرب لإعلان التأسيس؟ وأين كان مقامهم ببلاد المغرب الأقصى وأطرافه؟ وكيف واجه الفاطميون إمارة الأدارسة؟ ولماذا شكل المغرب محطة أساسية قبل الانتقال إلى مصر وقاهرة المعز؟ وما العلاقة التي يمكن أن تجمع بين فرقة “الحشاشين“ والمغرب؟ وهل مثل ابن تومرت الموحدي امتدادا لهذه الفرقة ببلاد المغرب الأقصى؟
أدت هزيمة العلويين من آل البيت أمام دولة العباسيين إلى تفرق كثير منهم في مختلف الأمصار، وإلى قيام عدد من أتباع الدعوة الإسماعيلية بإذكاء الجذوة الحسينية ودعوة الناس إلى القتال باسم المهدي المنتظر، فتمكنوا بذلك من تحقيق التعاطف خصوصا في الأقاليم البعيدة عن مركز الخلافة، خصوصا مع دغدغتهم لعواطف الناس بما تعرضوا له من اضطهاد من طرف بني عمومتهم العباسيين.
وكانت بداية بث الدعوة الإسماعيلية مع جعفر الصادق الإمام السادس للأئمة الإثني عشرية، والذي أرسل، حسب المؤرخ البريطاني مايكل بريت، داعيتين إلى منطقة كتامة، وهما عبد لله بن علي بن أحمد الحلواني وأبا سفيان الحسن بن القاسم، فلقيا تعاطفا كبيرا ودعما كبيرا من أهل الإقليم، وكانت كتامة يومها تشغل حيزا جغرافيا كبيرا من أرض المغرب الأوسط، من بونة شرقا إلى بجاية غربا، ثم أدى انتقال فروع القبيلة والهجرة إلى مناطق أخرى إلى تفرق أبناء المنطقة، بسبب تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية، وهو ما أدى لهجرة بعضهم إلى شمال المغرب الأقصى حيث احتفظوا باسم القبيلة الأصلي “كتامة“.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»