أدت العديد من الظروف الاجتماعية والاقتصادية فضلا عن الكوارث الطبيعة، التي عرفها المغرب على عهد المولى سليمان، إلى تمرد أهل فاس عليه، وإلى اقتتال الناس فيما بينهم.
تتجه الكثير من الكتابات التاريخية إلى أن ولاية المولى سليمان العلوي على المغرب كانت أقل استقرارا وازدهارا مما كان عليه الحال مع والده السلطان، محمد بن عبدا لله .ولعل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي عرفها المغرب، وقتئذ، لم تسعف السلطان في المحافظة على ما كان عليه الحال زمن والده، فقد تكالبت الكوارث الطبيعية على عهده تباعا، من جفاف وجراد وطاعون، وهو ما كان سببا في غلاء الأسعار، وتمرد عدد من القبائل على السلطة المركزية، ورفضت أداء المكوس والضرائب، فضلا عن الضغوط الخارجية والتي جعلت السلطان يتخلى عن أسطوله البحري، ويوافق على تصدير القمح إلى فرنسا رغم ما كانت تعرفه البلاد من قحط وجفاف.
كانت سلفية المولى سليمان وإبطاله للمواسم وكثير من الطقوس المقامة على قبور “الصالحين“ و“الأولياء“، أيضا، من أسباب ما عرفته فترة ولايته من فتن داخلية متوالية، ومواجهات عسكرية مع القبائل المتمردة، كان من أشهرها خروج أهل فاس على طاعته، وتوليتهم لإبراهيم بن اليزيد، ونشوب الفتنة بين أهل المدينة، قبل أن يتمكن السلطان من العودة إليها وإحكام قبضته عليها. فما هي الأسباب التي أدت لثورة أهل فاس على المولى سليمان سنة 1820؟ وكيف أدت هذه الفتنة إلى حصول الاقتتال بين أهل العدوتين؟ وكيف تمكن السلطان من إعادة إحكام القبضة على المدينة بعد تمردها؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 105 من مجلتكم «زمان»