خلال القرنين 16 و17، ظهرت طائفة صوفية بالمغرب غالت في محبة شيوخها، بل لم تكتف برفع أحدهم إلى مقام النبوة، فجعلوه ”إلها”.
شهد المغرب ظهور العديد من الطوائف والأسماء التي ربطت صلتها بالنبي محمد، وادعت بأنها من ورثته ونسله وتسير على سنته ودربه. وبالرغم من أن هذه “الصلة“ أحد الشروط والعوامل المساعدة لدى دعاة المهدوية، فإن هناك أشخاصا تجاوزوا هذا الحد «وبلغوا درجة النبوة»، من بينهم شيخ الطائفة اليوسفية بالمغرب. أطلق على هذه الطائفة الصوفية العديد من الأسماء: اليوسفية، الراشدية، الأحمدية، المليانية، البضاوضة، العكاكزة، والشراقة …وقد خلقت الكثير من الجدل بسبب معتقداتها التي من بينها إتيان المنكرات وإحلال المحرمات، إضافة لإعلائها من مكانة شيوخها إلى درجة النبوة، بل الألوهية. يورد الباحث عبد لله نجمي، في كتابه عن “التصوف والبدعة بالمغرب“، أن العديد من المصادر أعرضت عن ذكر أخبار هذه الطائفة، مشيرا إلى أن ابن عسكر كان سباقا إلى ذكر أخبار اليوسفيين، وذلك بعد ما يزيد عن نصف قرن عن وجودهم، واصفا إياها بأنها طائفة مبتدعة.
تأسست طائفة اليوسفية في مستهل القرن 16، وظل الاسم لصيقا بها .وقد قال عنهم ابن أبي محلي، الذي ادعى نفسه المهدوية عام 1607م، بأنهم ينتسبون لطريقة الشيخ أبي العباس أحمد بن يوسف الراشدي (توفي سنة 1524م) بالمغرب الأوسط، المعروف هناك بالملياني أو شيخ الطريقة المليانية.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 125 من مجلتكم «زمان»