ينسب للحاج أحمد بلافريج الفضل في إرساء دعائم الحركة الوطنية وانتقالها من ساحة الوغى إلى شرك السياسة. هذا الرجل تقلب في عدة مناصب حساسة قبل وبعد استقلال المغرب، لكنه كان يفضل الاستقالة على حساب تغيير مبادئه. تعرض لـ”خيانة” من رفاقه السياسيين، فظل صامدا في وجه الصدمات، لكنه لم يستطع صبرا عندما تعلق الأمر بابنه، ففضل التخلي عن كل شيء.
ينتمي الحاج أحمد بلافريج إلى عائلة أندلسية هاجرت من الأندلس واستقرت بالمغرب. ولد بمدينة الرباط سنة 1908، وسرعان ما وجد نفسه يتيم الأب والأم منذ عمر 12 سنة، فتولاه خاله محمد جسوس. أنهى دراسته الثانوية بمعهد مولاي يوسف بالرباط، ثم حصل على البكالوريا في فرنسا. بعدها، هاجر إلى القاهرة للدراسة بجامعة فؤاد الأول وشارك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وربط علاقات واسعة مع علماء ومفكرين من الشرق. عاد من مصر متشبعا بالفكر العربي النهضوي، فأخذ على عاتقه تحويل ما كتب باللغة الفرنسية إلى اللغة العربية. عاد بعدها إلى فرنسا وحصل على الليسانس في الأدب والعلوم السياسية من جامعة السوربون سنة 1932.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 75 من مجلتكم «زمان»، يناير 2020