أزمور مدينة عريقة في القدم، يُرجعها البعض إلى ما قبل العصر الفينيقي، بينما ذهب الحسن الوزان إلى أنها “من بناء الأفارقة”.
استمدت المدينة اسمها من اللفظ الأمازيغي “أزمور”، الذي يعني ذَكَر شجر الزيتون البري، أو ما يعرف بـ”الزبوج”، ليس لدينا معطيات عن زمن تسميتها ولا عن علاقتها بزمور البورغواطي، ويحتمل أن أول إشارة في المصادر المغربية لاسم “أزمور” ترجع إلى العصر الإدريسي، عندما قام محمد بن إدريس بتوزيع أراضي البلاد الخاضعة له بين إخوته، حيث كانت سلا وشالة وأزمور وتامسنا من نصيب عيسى بن إدريس. كما وردت الإشارة إلى اسم “أزمور” خلال القرن 6هـ/ 12م، أثناء الترجمة لوليها أبي شعيب السارية (561هـ/1166م)، الذي خصه ابن الزيات التادلي بترجمة وافية. أما خلال العصر المريني، فقد عدها صاحب “مسالك الأبصار” من المدن المغربية الكبيرة، كما اعتبرها الحسن الوزان في بداية القرن 16م، أكبر من أسفي وتقارب حجم تازة وأصغر من مكناس.
هبة الوادي ومدينة التجارة
ارتبط تاريخ أزمور ارتباطا وثيقا بوادي أم الربيع، لدرجة أنه تحكم كثيرا في مصيرها. فرغم أهمية الميناء الذي كان بها، إلا أن متغيرات النصف الثاني من القرن 15م، التي شهدتها الملاحة البحرية، جعلت هذا الميناء غير متوافق مع السفن الكبيرة الوافدة عليه مما قلص من أهميته. وقبل هذا كان الإيبريون قد انجذبوا نحو مصب النهر قرب المدينة بسبب وفرة سمك الشابل، حيث أقبلوا على صيده وشرائه من الأهالي.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 75 من مجلتكم «زمان»، يناير 2020