اضطلعت أمهات بعض السلاطين بأدوار سياسية بارزة في تاريخ المغرب، أبرزها الحفاظ على عرش أبنائهن واستمراره. هنا نستحضر بعضهن.
أسهمت نساء من المغرب، في مراحل متباينة، بأدوار في شؤون الدولة والحكم. بعضهن مارسن الحكم بطرق مباشرة، وبعضهن قمن بأدوار سياسية ودبلوماسية إلى جانب أزواجهن وأقاربهن. لكن هناك نساء برزن، بشكل محدد، كأمهات لم يسهمن فقط في الحكم، بل كان لهن دور في الحفاظ على العرش واستمراره. من بين هؤلاء نقف عند ثلاث، هن: كنزة الأوربية التي حمت ابنها إدريس الثاني حتى يشتد عضده، ويؤسس معالم الإمارة الإدريسية .وسحابة الرحمانية التي وقفت إلى جانب ابنها السلطان السعدي عبد الملك ليستعيد عرشه، ثم آخرهن خناثة بنت بكار، “أم السلاطين“، التي أنقذت ابنها من أزماته، ونصّبت حفيدها ليكون سلطانا على المغرب. الظاهر، من خلال تتبع صفحات المصادر القديمة، أن المؤرخين لم يولوا اهتماما كبيرا لحياة أمهات السلاطين، رغم عددهن الكثير، بشكل مفصل يبين لنا حياتهن وآراءهن، وذلك نظرا لإكراهات وظروف تفرضها السرية والتحفظ داخل بلاطات الحكم، ونظرا كذلك للمواقف والتصورات تجاه المرأة (الزوجة والأم) التي كانت تختزلها في وظائف محددة “لا ترقى لأدوار الرجل“.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 112 من مجلتكم «زمان»