يستعرض أمين الكوهن، أستاذ التاريخ بكلية ابن مسيك في الدار البيضاء، تاريخ اليهود في المغرب وكيف تعايشوا مع المسلمين جنبا إلى جنب. كما يتطرق أمين الكوهن وهو باحث متخصص في تاريخ اليهود بالمغرب، في هذا الحوار، إلى ظروف اعتناق بعض اليهود للإسلام ابتداء من الفتوحات إلى ستينات القرن الماضي حين تزوجت يهوديات بمسلمين.
أول سؤال يمكن طرحه، هو لماذا الاهتمام بتاريخ اليهود بالمغرب؟
اسمحوا لي أن أعبر لكم عن تقديري لمجلتكم المتميزة، والصدى الطيب الذي تتركه في نفس القراء. أما بخصوص السؤال، فأرى أن الاهتمام بتاريخ الأقليات بالمغرب وتاريخ اليهود ضمنها مهم جدا، لكن ما يميزه أنه يعرفك على تاريخ المغرب، اقتصادا وسياسية ومجتمعا وتمثلات أيضا. كما يسمح كذلك، بالنبش في أركان القصور ومراتع دور التنك والخيمات في زوايا المغرب العميق.
إن الاهتمام بتاريخ اليهود، هو جزء من دينامية تطور كل تاريخ المغرب، وليس بشكل معزول كما اتجه لذلك كثير من الباحثين؛ إذ أصبح تاريخهم معلقا ومنزويا يعيش بؤسه الداخلي، نظرا لفصله عن حركية محيطه.علينا أن نميز بين الجانب المعرفي والأيديولوجي، وإلا سقطنا في الشعبوية التي لا فائدة منها في مقامنا هذا.
هذا يحيلنا إلى السؤال عن البدايات الأولى لتواجدهم، أي ما هي الفترة التاريخية التي تحدد وجودهم، وكيف كانت أوضاعهم بالمغرب؟
لا أحد يستطيع الإجابة عن البدايات الأولى للوجود اليهودي بالمغرب. هناك ثلاثة اتجاهات لقراءة هذه البدايات: أولها يربط ظهور اليهودية في المغرب بـ”أزمنة سحيقة”، وهذه نغمة نجدها تقريبا عند أغلبية الباحثين، دون إعطاء معنى لـ”الأزمنة السحيقة”. والاتجاه الثاني يفترض أن يهودية المغرب وفدت مع الفينيقيين، وخاصة بعد تأسيس قرطاجة سنة 814 قبل الميلاد، أما ثالثهما فيربط توافد اليهودية إلى المغرب بتدمير الهيكل على يد نبوخد نصر حوالي 586 قبل الميلاد.
تتمة الملف تجدونها في العدد 58-59 من مجلتكم «زمان»