منذ منتصف القرن الخامس عشر، استقرت في البرتغال جالية مغربية مهمة هاجرت لأسباب ودوافع متعددة. “زمان” تعود إلى ملابسات هذه الهجرة إلى تلك البلاد، وتسلط الضوء على ظروف عيشهم هناك.
ارتبط دخول آلاف المغاربة إلى البرتغال واستقرارهم به، منذ العقود الأخيرة من القرن الخامس عشر، بالغزو البرتغالي للسواحل المغربية. أي في مرحلة تاريخية تميزت بتزايد العداء بين الطرفين في سياق الجهاد بالنسبة إلى المغاربة، والحرب الصليبية بالنسبة إلى البرتغاليين. تكشف المصادر التاريخية البرتغالية مختلف الوسائل التي التجأ إليها البرتغاليون لجلب آلاف الأسرى إلى بلادهم، كما تفصح عن الدوافع والأسباب التي أكرهت آلافا أخرى على عبور البحر والنزوح أفرادا وجماعات إلى تلك البلاد. واعتمادا على ما ورد في المصادر ذاتها، فإن عددهم قد يكون بلغ حوالي مائة ألف ما بين سنتي 1525 و1530. فماهي الظروف التي أوصلت المغاربة إلى البرتغال؟ وكيف عاشوا حياتهم هناك؟
أسرى، مختطفون، جائعون ومجرمون
كان دخول البرتغاليين عنوة إلى المدن المغربية ينتهي بأسر آلاف المغاربة، فبعد دخولهم إلى مدينة أصيلة مثلا أسروا 5000 شخص. وفضلا عن أسرى الحرب من المقاتلين الذين ينتهي بهم الأمر في قبضة العدو، اختطف البرتغاليون مئات الأسر أو الأشخاص العزل. وتورط المسؤولون البرتغاليون المحليون في مثل هذه الأعمال أي اختطاف السكان وبيعهم لتجار الرقيق البرتغاليين.
كان الشراء، إذن، وسيلة يعتمد عليها البرتغاليون بشكل كبير للحصول على اليد العاملة المغربية، وكان المعروضون على البيع ممن كانوا في الأساس عبيدا. وهناك منهم من كانوا مغاربة أحرارا اختطفوا أو أسروا من طرف قبيلة معادية. وتؤكد محاضر محاكم التفتيش معطى يفيد أن عددا كبيرا من المغاربة المقيمين في البرتغال دخلوا هذا البلد بعد شرائهم بثغر من الثغور. عرفت حركة البيع هاته رواجا كبيرا إثر مجاعة سنة 1521.
تتمة الملف تجدونها في العدد 58-59 من مجلتكم «زمان»