تجسد أسطورة ”حمو أونامير”، رمزيا، روابط الأمومة التي تتحكم في سلوكات الأفراد والجماعات، لتكرس مؤسسة قائمة الذات هي ”مملكة الأمهات”، كما سمتها المرنيسي.
تعتبر روابط الأمومة في المجتمعات العربية والإسلامية من أقوى الروابط المتحكمة في السلوكات الاجتماعية والثقافية للأفراد خصوصا الذكور منهم، بما يشبه عقدة تختفي وراء أرقى مظاهر التصرف والسلوك الناشئ عن التربية النظامية والمدنية في العصر. الأمر الذي يقتضي منا لتحليل الذات العربية، بما في ذلك تحليل النزعة الذكورية في مجتمعاتنا، البدءَ من الإنصات للغة الأم وسلطتها في التوجيه والوصاية، ليس بوصفها ناقلا للثقافة والتراث فحسب، بل من حيث هي المشَكِّل الأول للذهنيات والوجدان، إذ إلى البنية العاطفية الأمومية كما تغرسها التربية الأولية تَرْجع معظم الاضطرابات النفسية والسلوكية في علاقات الذكور خاصة بالآخر المختلف جنسيا. ففي تحليله للعوامل المؤثرة في المواقف السياسية للأفراد والمجتمعات العربية، لاحظ المفكر المغربي عبدا لله العروي، في كتابه “من ديوان السياسة“، هذا الحضور المكثف للأم والأمومة كمنظم للتربية الأولى للطفل، قبل التربية النظامية أو التنشئة الاجتماعية التي تتدخل فيها باقي مؤسسات المجتمع والدولة، إذ كل المعطيات المتعلقة بالانتماءات الجغرافية والعرقية والجنسية واللغوية والطبقية والدينية «تنعكس في جسم ووجدان وذهن الطفل وهو تحت رعاية الأم».
نجاة النرسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 112 من مجلتكم «زمان»