اضطر المغرب للتوافق مع موريتانيا حول تقاسم الأراضي التي كانت تحتلها اسبانيا. لكن كل شيء عاد إلى نقطة الصفر بانسحاب الأخير منها، فجأة. خلفيات أصعب أزمة بعد المسيرة الخضراء.
كان محمد المكي الناصري، العالم الشهير، يستعد لإلقاء درس رمضاني حين تدخل الملك الحسن الثاني منبها إلى أنه سيأخذ الكلمة قبله، ليتحدث عما يقع في واد الذهب. صادف شهر رمضان ذاك، صيف سنة 1979، حدثا مفصليا في التحولات التي شهدتها القضية الوطنية. لقد تحول اتجاه الرياح في موريتانيا بعد الإطاحة بالمختار ولد داداه، حليف المغرب، من رئاسة الجمهورية، وبات الحكام الجدد في صف البوليساريو والجزائر. أخيرا، ولأول مرة في تاريخ هذه القضية، صار بإمكان جبهة البوليساريو الحصول على أرض في الصحراء الغربية تستطيع أن تقيم فوقها، فعلا، جمهوريتها المعلنة في الجزائر قبل ثلاث سنوات. لم تكن هذه الأرض المشتهاة سوى إقليم واد الذهب، وخاصة عاصمته الداخلة ذات المنفذ البحري الاستراتيجي على المحيط الأطلسي. «عوض أن يبدأ الناصري درسه، تناول الحسن الثاني الكلمة وقال: راجت في هذه الأيام، أخبار تتأكد كل يوم، أن موريتانيا ربما ستتخلى عن الجزء الصحراوي المسمى “تيرس الغربية” وكان يقصد وادي الذهب. وبعد تحليل سياسي وقانوني لأبعاد هذا القرار أضاف الملك: يقول لله وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وأنا أترجمها بالعربية الدارجة “كبرها تصغار”.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»