شكل موضوع الاستفادة من العفو الملكي محورا من النقاش الداخلي بين الإسلاميين في مختلف الاعتقالات التي عرفتها مجموعات هذا التيار، بين مؤيد لطلب العفو بغية مغادرة السجن وتدشين مرحلة جديدة سواء على مستوى الحياة الشخصية أو على مستوى الرؤية والعمل السياسي، ورافض له بحجة المظلومية وانتفاء الذنب، فما هي أهم محطات العفو عن الإسلاميين في تاريخ المغرب؟ وما هي أبرز محاور النقاش الداخلي بين معتقلي هذا التيار حول هذا الموضوع؟ وما هي المقاربات الجديدة في ملفات العفو الملكي عن الإسلاميين؟
انطلق مسلسل اعتقال لإسلاميين بالمغرب بعد أحداث 1975 ومقتل القيادي اليساري عمر بنجلون على يد أعضاء من تنظيم الشبيبة الإسلامية، لكن المعتقلين على ذمة هذه الأحداث كان عددهم محدودا جدا، ومن أشهرهم منفذ العملية مصطفى خزار وشريكه الأساس أحمد سعد، كما أن الاعتقالات التي تلت هذه السنة انتهت غالبها بالإفراج دون محاكمة، وكانت تتم بالمعتقلات السرية المعروفة، خصوصا درب مولاي الشريف، كاعتقالات الرباط والدار البيضاء التي كانت سنة 1978 بسبب توزيع منشورات ضد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واعتقالات طنجة سنة ،1979 والاعتقالات التي كانت على إثر المظاهرة التي خرجت بالدار البيضاء بعد الإعلان عن الأحكام في قضية بنجلون سنة ،1980 وأيضا الاعتقالات التي كانت نهاية 1981 وبداية 1982 واستهدفت الجماعة الإسلامية التي كانت سرية يومها، وتنظيم الشبيبة الإسلامية على إثر توزيع منشورات ضد نظام الحكم، إضافة إلى مجلة المجاهد التي أصدرها مطيع من المنفى، وكان يدعو فيها إلى التمرد على النظام وتبني العمل المسلح.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 123 من مجلتكم «زمان»