اضطلع علال الفاسي بدور كبير في تجديد وإغناء علم “مقاصد الشريعة”، مستفيدا من تعدد ملكاته واهتماماته، في احتكاك مع المعيش اليومي للمغاربة.
إذا كان أبو إسحاق الشاطبي قد وضع الأسس الأولى لإفراد مقاصد الشريعة بعلم مستقل، من خلال كتاب الموافقات، فإن كلا من الطاهر بن عاشور الفقيه التونسي وعلال الفاسي الزعيم المغربي قد لعبا دورا مهما في نشر هذا المبحث في واقعنا المعاصر، بل وفي تجديده وإغنائه بفصول جديدة، تساير ما عرفته مجتمعاتنا من تطور، وما طالها من تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية. إلا أن علال الفاسي تميز حتى عن الطاهر بن عاشور بقربه من الواقع، وبميله إلى ربط المقاصد بالممارسة في الواقع، وتفضيله للتطبيق على التنظير، بحكم نضاله السياسي، ومسؤولياته المتعددة، وتأسيسه لأحد أعرق الأحزاب المغربية، فيما بقي بن عاشور وفيا للتأصيل مهتما بالفكر والكتابة وإصلاح التعليم. فما أهمية كتاب “مقاصد الشريعة ومكارمها“ الذي ألفه علال الفاسي؟ وما كانت الدواعي التي دفعته لكتابته؟ وما أهم ما أضافه الزعيم الاستقلالي إلى علم مقاصد الشريعة؟
يعد علال الفاسي من أبرز من كتب وألف في علم مقاصد الشريعة الإسلامية، بل يعد أحد أهم مراجعه ومصادره، بحيث أن كتابه، “مقاصد الشريعة ومكارمها“، لا يمكن الاستغناء عنه لكل باحث في المادة والموضوع، فضلا عن أن الفاسي كان أول من قام بتدريس المقاصد وتلقينها للطلاب في الجامعات الإسلامية ومعاهدها التعليمية العليا.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 127 من مجلتكم «زمان»