منذ الانقلاب الذي أدخل بلاد إسبانيا في حرب أهلية امتدت لثلاث سنوات، بدأت بعض التغيرات تطرأ على رجال الحركة الوطنية، لا سيما بشمال المغرب، بحيث لم يكتفوا بمناصرة دول المحور، بل تبنى بعضهم شعارات ولباس الأنظمة الشمولية.
يثير موضوع الوطنيين بشمال المغرب وعلاقتهم بالنظام الفاشي والنازي، خلال الحرب العالمية الثانية، العديد من الجدل العلمي في حقل الكتابة التاريخية، بل تتحاشى بعض الكتابات الخوض فيه. حتى من كتبوا مذكراتهم ممن عاش هذه الفترة، نجدهم ينؤون عن التفصيل في الموضوع إلا ما ندر. إن الحديث عن مدى ارتباط الحركة الوطنية في الشمال بالأنظمة الشمولية: الفاشية والنازية، يجرنا للحديث عن طبيعة الأحزاب النشيطة خلال الفترة ما بين منتصف الثلاثينات ومستهل الأربعينات، وهي فترة مرتبطة بالحرب الأهلية الإسبانية وبصعود أدولف هتلر لحكم ألمانيا، وكذلك ببعض المتغيرات على المستوى المحلي للمغرب. على ضوء التغييرات التي كانت تطرأ في الساحة الدولية منتصف الثلاثينات، والتي تتلخص في هيمنة الأنظمة الشمولية (إيطاليا وألمانيا ثم إسبانيا)، كان من الضروري على الأحزاب السياسية المغربية لكي «تحسّس مخاطبيها ولكي تدفعهم إلى أن ينظروا إليها بجدية»، كما يقول الكاتب روبير ريزيت، أن تحدد موقفها وقتئذ إما لصالح الفاشية أو ضدها.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 123 من مجلتكم «زمان»